إلى ماذا يشير االوضع الحالي للغة الأويغورية؟

إلى ماذا يشير االوضع الحالي للغة الأويغورية؟

في الصورة: الكاتب الأديب الشاعر الأستاذ عبد الرحيم أوتكور يلقي محاضرة عن قصيدته "ئز" (القصيدة الشهيرة). (الوقت والمكان غير معروفين)

(بمناسبة21 فبراير "اليوم العالمي للغة الأم")
 
اعتبارًا من 1 سبتمبر 2017، تم إلغاء التدريس باللغة الأويغورية في جميع المدارس الابتدائية والثانوية في تركستان الشرقية. تم تقديم الكتب المدرسية الصينية بدلاً من الكتب المدرسية الأويغورية. نتيجة لذلك، تناقصت الكتب والمطبوعات المختلفة المنشورة باللغة الأويغورية في تركستان الشرقية أو توقفت تمامًا. وقد خضع محتوى الكتب التي نشرتها الحكومة الصينية لتغييرات واضحة، وتم تعديل محتويات تاريخ الأويغور وثقافتهم وأدبهم وتم إخضاعها إلى الأيديولوجية الصينية. في الواقع، لم تظهر قيود الحكومة الصينية اليوم على اللغة الأويغورية بين عشية وضحاها، ولكن تدرج ذلك من خلال الترويج أولاً لما يسمى بـ"التعليم ثنائي اللغة" ثم باستخدام تدابير قسرية لتحل اللغة الصينية محل اللغة الأم للأويغور الأصليين في النهاية.
 
نشر إريك شلوسيل، الباحث في التاريخ بجامعة جورج واشنطن، مقالاً خاصاً في مجلة "النظر في آسيا الوسطى". في مقاله، شرح بالتفصيل عملية التطور التاريخي لـ "التعليم ثنائي اللغة" في الصين والأضرار التي سببها للأويغور.

يؤكد مقال إيريك شلوسيل أنه تم إجراء بعض التغييرات في سياسة اللغة الصينية تجاه الأويغور منذ نهاية عهد أسرة تشينغ. وبعد إنشاء جمهورية الصين الشعبية، بدأت الصين في تنفيذ السياسة الستالينية تجاه لغات الأقليات التي نفذها الاتحاد السوفيتي في المناطق الحدودية، وخاصة في تركستان الشرقية.

بدأت الخطط المبكرة لـ "التعليم ثنائي اللغة" في الخمسينيات من القرن الماضي في مناطق الأقليات في الصين. خاصة في منطقتي منغوليا والتبت، بدأت قبل الأويغور. تم إنشاء "التعليم ثنائي اللغة" في ظل سياسة أن جميع الأقليات العرقية في الصين يجب أن تتعلم اللغة الصينية. تم تعزيزه خطوة بخطوة منذ الثمانينيات.

في عام 1982، من السنة الثالثة من المدرسة الابتدائية إلى التخرج من المدرسة الثانوية ، تم تحديد اللغة الصينية كدورة إلزامية، وتم اشتراط معرفة 2500 حرف و 3500 كلمة، وكذلك التمكن من قواعد اللغة الصينية. في ذلك الوقت، كان المعلمون الصينيون الذين يقومون بتدريس طلاب الأقليات مطالبين أيضًا بمعرفة لغة الأقليات تحدثا وكتابة. في عام 1985، صدر قانون جديد ينص على ضرورة استخدام اللغة الصينية في المدارس في جميع القرى والمناطق في تركستان الشرقية. في عام 2002، طبقت جامعة شينجيانغ تصيين جميع الكتب المدرسية لجميع التخصصات باستثناء تخصص لغة تشاغاتاي، وأصبحت هذه الجامعة وحدة رائدة في تنفيذ التعليم ثنائي اللغة.

منذ عام 2004، أعلنت الحكومة الصينية التعليم ثنائي اللغة في جميع المدارس الابتدائية والثانوية كشرط لاقتصاد السوق الاشتراكي الصيني. منذ ذلك الحين، تم تنفيذ التعليم ثنائي اللغة في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية بقوة، وبحلول عام 2017، تم فرض اللغة الصينية على الأويغور مع تجريدهم التام من لغتهم الأم رسميًا.

على الرغم من أن ما يسمى بـ "دستور جمهورية الصين الشعبية" و "قانون الحكم الذاتي الوطني للأقاليم" ينص بوضوح على أن "لكل مجموعة عرقية الحق في استخدام لغتها وكتابتها الخاصة"، فإن الحكومة الصينية ضربت عرض الحائط هذه القوانين مؤخرا. في الوقت الحاضر، يُجبَر الأويغور إلى استخدام اللغة الصينية في حياتهم اليومية وتواصلهم الشخصي وفي دور السينما والمكتبات والتجمعات الاجتماعية والتواصل عبر الإنترنت، تحتل اللغة الصينية مركز الصدارة أو تُترجم من اللغة الصينية إلى اللغة الأم. نتيجة لذلك، فإن الهيئة الوطنية للغة الأويغورية، التي تعكس الروح الوطنية والوعي القومي للشعب، مثل اللغة والفولكلور والأدب، أصبحت جميعها تحت سيطرة الحكومة الصينية.

في لوحات الدوائر والمنظمات في تركستان الشرقية، تُكتب اللغة الأويغورية للزينة فقط، وفي معظم اللوحات، تُكتب اللغة الصينية بأحرف كبيرة وتكتب اللغة الأويغورية بأحرف صغيرة جدًا. لذلك قال الأويغور لبعضهم البعض مازحا أن "اللغة الأويغورية هي حاجب اللغة الصينية".
على الرغم من توقيع الحكومة الصينية على بعض الاتفاقيات الدولية التي تضمن للأقليات حماية مواردها الثقافية والحضارية وتطويرها، لتؤكد للعالم على حصول الأقليات العرقية على حقوقهم. فإن ما "تحميه" ليس ثقافة الأويغور ، بل هي ثقافة التصيين.

يؤكد بعض الخبراء الدوليين بأن سياسة الصين تجاه اللغة الأويغورية تنتهك الأنظمة القانونية الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان وتشكل جريمة.

اللغة الأويغورية هي جوهر الهوية الوطنية، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بثقافة الأويغور. أريان م دواير، باحثة أجرت بحثًا حول سياسة الصين تجاه اللغة الأويغور. تعتبر دواير (أريان م. دواير) ظاهرة استيعاب اللغة الأويغورية أحد العوامل المهمة التي أدت إلى استقطاب الهوية الاجتماعية والاقتصادية للأويغور والصينيين. كما تشبه حظر اللغة الأويغورية بغزو هوية الأويغور. يظهر لنا من تحليل دواير أن ما يسمى"التعليم ثنائي اللغة" هو مجرد تعبير خفي، يخفي النية السياسية "التصيين" وراءه.

من تحليل الباحثين، يمكن ملاحظة أنه لو استمر حظر اللغة الأويغورية، فلن يكون شعب الأويغور متخلفًا فقط من حيث التعليم الوطني، ولكن أيضًا ثقافة الأويغور ستتضرر بشدة. إلى جانب القيود المفروضة على اللغة الأويغورية، فإن المعتقدات الدينية والعادات والتقاليد، من بين العوامل التي تبني الهوية الوطنية للأويغور، ستفقد أيضًا قيمتها وسيتم قطع طرق نقلها إلى الأجيال القادمة.

ناقشت المحامية الجنائية الدولية أورورا إليزابيث بويكي، اضطهاد اللغة الأويغورية من وجهة نظر القانون الدولي، وقالت إن هذا النوع من السلوك يعتبر انتهاكًا لحقوق الإنسان. كما دعت المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط لتغيير السياسة اللغوية للصين التي تستهدف الأويغور؛ كما أعربت عن موقف واضح مفاده أنه إذا لزم الأمر، يجب استخدام آلية المقاطعة أو التدخل السياسي ضد الصين.

تسبب حظر واضطهاد اللغة الأويغورية في استياء شديد بين الأويغور لسنوات. كما نعرف مصير النخب التي عبرت علانية عن استيائها. غالبًا ما يواجهون حظر الكتابة وحرق كتبهم والسجن والاختطاف. اليوم تجبر الحكومة الصينية الأويغور على التزام الصمت ببساطة أو اختيار اللغة الصينية طواعية. يتفق جميع الباحثين المذكورين أعلاه على أن اختفاء اللغة الأويغورية يسمى "linguiside" وهو نوع من الإبادة الجماعية.

في "اليوم العالمي للغة الأم" الذي حددته الأمم المتحدة، من واجب ومسؤولية كل أويغوري في الخارج التحدث عن المشاكل الحالية التي تواجه الللغة الأويغورية. إن فقدان اللغة هو في الواقع خسارة لشعب وثقافة وتاريخ. بالطبع، ليس فقط أصحاب اللغة، ولكن أيضًا، على المجتمع الدولي اليوم يجب أن يعبروا عن ذلك.

مصدر المقال: إذاعة آسيا الحرة https://www.rfa.org/uyghur/mulahize/uyghur-tili-02222023123533.html 

الترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد

عبد الملك عبد الأحد

عبد الملك عبد الأحد

Yazar
YORUMLAR
YORUM YAP
0 Yorum bulunmaktadır.