لماذا تمنع الصين المستوطنين الهان في تركستان الشرقية من المغادرة إلى بلادهم؟

لماذا تمنع الصين المستوطنين الهان في تركستان الشرقية من المغادرة إلى بلادهم؟

  لوائح محافظة بورتالا بشأن "تصريح الرحيل عن شينجيانغ" الإلكترونية.  لقطة فيديو مأخوذة من موقع سوخو، أكتوبر 2022.

 

  منذ تفشي وباء كوفيد -19، أصرت الصين باستمرار على تقليل العدوى إلى الصفر. ومع ذلك، في السنوات الثلاث الماضية منذ تفشي المرض، ساء الوضع الوبائي في الصين يومًا بعد يوم. جعلت سياسات الحصار المفرط الناس الآن منهكين جسديًا وعقليًا وماليًا. بدأ الناس بالتدريج في التعبير عن استيائهم من سياسات الحصار الصارمة هذه بطرق مختلفة. كما تم بث المآسي المختلفة الناجمة عن الحصار على وسائل التواصل الصينية "التيك توك" و"ويتشات"، وأثارت تلك المآسي تكهنات ومناقشات مختلفة في المجتمع الدولي. من بين المعلومات التي تم نشرها من تركستان الشرقية، كانت الأحداث المتعلقة بـ "تصريح المغادرة عن شينجيانغ" أكثر ما جذب الانتباه.

حجر السياح الصينيين وإجراء "رخصة مغادرة شينجيانغ".

 تم إجراء "شهادة مغادرة شينجيانغ الإلكترونية" في تركستان الشرقية، منذ أكتوبر2022، وأثناء الحصار الطويل، أصبحت هذه الشهادة "سلعة" باهظة الثمن في "السوق السوداء". تقدمت فتاة صينية كانت ترغب في اصطحاب والدها، المصاب بمرض خطير إلى الصين لتلقي العلاج، بطلب إلى أحد معارفها لتسهيل إجراءات المغادرة من شينجيانغ. لكن الرجل طلب منها الدفع 3000 يوان فقط للحصول على الشهادة، بينما تكلف هذه الشهادة عادة 8000 يوان، بشرط أن ترافقه أربع مرات بعد عودتها إلى أورومتشي. انتشر خبر هذه الواقعة كانتشار النار في الهشيم على وسائل التواصل الصينية واجتذب اهتمامًا واسعا داخل الصين. في التعليقات حول الواقعة، ووصف الصينيون، الذين يتُوقون إلى مغادرة تركستان الشرقية، "تصريح مغادرة شينجيانغ" بأنه "وسام الحرية".

على الرغم من أن الحكومة الصينية أعلنت أن نظام البطاقة هذا قد تم تنفيذه للسماح للأشخاص الذين لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم أثناء الوباء بمغادرة تركستان الشرقية بشكل سلس وآمن، فإن هذه "الشهادة" التي يمكن إجراؤها عبر الإنترنت لا تزال صفقة رابحة في السوق السوداء. يتراوح سعرها من 2000 يوان إلى 8000 يوان، متوفرة بالجملة والتجزئة. لا تعتبر هذه الشهادة وسيلة لكسب المال فقط لبعض الناس، ولكنها أيضًا وسيلة لإشباع شهواتهم.

كما علمنا خلال الصيف الماضي، أنه تم تخفيف سياسة الحصار في الصين لفترة من الوقت، ولم يتمكن السياح الذين سافروا إلى تركستان الشرقية من العودة إلى مسقط رأسهم بسبب سياسة الحصار. في أوائل أكتوبر، أعلنت الحكومات المحلية أنها تتواصل مع الشركات من أجل "توظيف" السياح الذين لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم.

ثم تم إطلاق إجراء ترخيص الإلكتروني لمغادرة شينجيانغ "، ولا يمكن حدوث هذين الأمرين في نفس التوقيت من قبيل المصادفة.

مقطع فيديو لرئيس منطقة تنمية مدينة أورومتشي وهو يعلن عن ترتيبات التوظيف لمن لم يتمكن من المغادرة، أكتوبر 2022.

في الواقع، في 22 يوليو من هذا العام، أصدرت حكومة شينجيانغ أويغور المتمتعة بالحكم الذاتي بيانًا صحفيًا أعلنت فيه أن السياحة في شينجيانغ في ازدهار مستمر، وأنها تستضيف أكثر من 20 مليون سائحا شهريًا. لكن بعد أقل من شهرين، حوصر السائحون في شينجيانغ بحجة انتشار الوباء. بعد ذلك، تم الإعلان عن خطة لتوظيف السائحين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى مسقط رأسهم. والمثير للدهشة أن " الصينيين يمكنهم البقاء والعمل في منطقة الأويغور، لكن لا يمكنهم العودة إلى وطنهم"، ثم وقعت حادثة " تصريح الرحيل عن شينجيانغ" في أعقاب هذا النوع من السياسة المتضاربة. على الرغم من استحالة اثبات وجود العلاقة بين هذين الحدثين، إلا أنه لا بد من وجود علاقة سبب نتيجتيهما.

 

أسباب تقييد عودة العمال الصينيين

 في تقرير إخباري لـ Epoc Times في 7 نوفمبر، أفيد أن العديد من المستوطنين الصينيين الذين جاؤوا للعمل في تركستان الشرقية قد غادروا سيرًا على الأقدام للهروب من تركستان الشرقية. قال العمال الصينيون الذين غادروا سيرًا على الأقدام لشبكة "العصر العظيم" إنهم يريدون المغادرة بشكل أساسي لأن أعمالهم لم تكن جيدة بسبب السياسة الوبائية في السنوات القليلة الماضية، وأصبح من الصعب كسب المال والعيش هناك.

  في 9 نوفمبر، أفاد موقع "Jongshin" أنه على الرغم من عودة ظروف الإنتاج والمعيشة الطبيعية بشكل تدريجي في المنطقة، فإن سياسة الوقاية من الوباء لا يزال معقدة. كما ذكر التقرير أنه يتعين على السلطات المعنية تنفيذ مبدأ إدارة الأشخاص في المناطق التي تنتشر فيها الأوبئة الشديدة حسب المستوى والمنطقة والفئة والتوقيت، وتحديد الأشخاص المشتبه بهم بعناية، وتعديل تدابير الوقاية من الوباء في جميع الأوقات، وإنشاء منطقة خالية من الأوبئة. على الرغم من التأكيدات على تحسين خدمات أولئك الذين يرغبون في مغادرة المنطقة لعلاج الأمراض، لم يكن هناك أي إيضاح عن تسهيل مغادرة أولئك الذين لم يستطيعوا العودة إلى مسقط رأسهم أثناء الوباء.

 كما علمنا من آخر ما وصلتنا من الأخبار، لا توجد أي علامة على تخفيف تدابير الوقاية من الوباء في تركستان والحصار المفرط وإجراءات الإغلاق الصارمة التي تفرضها السلطات على شعب الأويغور تشكل خطرا على الحياة الطبيعية ومعيشة الناس. كما ظهرت مشاكل مختلفة مثل الأزمات الاقتصادية والموت من الجوع بسسب هذا النوع من سياسة الحصار الصارمة، مما أدى إلى زيادة استياء الناس من الحكومة.

 نشر ليو جينشينغ، المغرد الذي يدير حملة بعنوان "سأرفع صوتي من أجل الأويغور" على تويتر، بعض المعلومات حول كيف تحولت مراكز احتجاز الأويغور إلى بيوت الدعارة لاغتصاب فتيات ونساء الأويغور. بالإضافة إلى ذلك، تم أيضًا نشر معلومات حول زيادة الأمراض العقلية والانتحار بين الأويغور أثناء الحصار بسبب الإجهاد النفسي والصعوبات الاقتصادية والجوع على وي تشات والتيك توك.

 على الرغم من أن الحكومة الصينية تنفذ إجراءات لحماية استقرار المنطقة إلى أقصى الحدود، فلا أحد يستطيع أن يضمن أن الأويغور الذين يتعرضون لخطر الحياة والموت لن يتمردوا

 من الواضح أنه مع تصاعد الموقف، لا يشعر المستوطنون الصينيون فحسب، بل الحكومة الصينية أيضًا تشعر بالقلق حيال ذلك. لأنه عندما يغادر المستوطنون الصينيون تركستان الشرقية، من المحتم أن تواجه سياسات الحكومة الصينية المتعاقبة لتحويل المنطقة إلى منطقة الصينيين عقبة كبيرة. قد تكون وراء قضية "منع" المستوطنين الصينيين من مغادرة المنطقة الرغبة من الحكومة في منع رحيلهم على نطاق واسع إلى ديارهم.

 

الرأي المعبر عنه في هذا التقرير يعتبر فقط رأي الكاتب ولا يمثل بالضرورة موقف محطتنا الإذاعية.

 https://www.rfa.org/uyghur/mulahize/xitay-yurtigha-qaytish-11142022164913.html

المترجم من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد

 

عبد الملك عبد الأحد

عبد الملك عبد الأحد

Yazar
YORUMLAR
YORUM YAP
0 Yorum bulunmaktadır.