في تركستان الشرقية، حيث يشكل الإسلام جزءًا أساسيا من الهوية الثقافية والدينية للشعب التركستاني (الأويغور)، تبذل الصين جهودًا متزايدة للترويج للمعتقدات الدينية الأخرى، بما في ذلك البوذية. حيث يُظهر معبد بوذي حديث الإنشاء في تركستان الشرقية استراتيجية الصين لتقليص التأثير الإسلامي وتعزيز السيطرة الثقافية والدينية في تركستان الشرقية.
في السنوات الأخيرة، شهدت تركستان الشرقية ظهور معابد بوذية جديدة، مثل المعبد الذي تم بناؤه في مدينة كاشغر. يُعتبر هذا المعبد جزءًا من سياسة الصين لتعزيز التنوع الديني في المنطقة، ولكن له أهداف تتجاوز مجرد توفير أماكن للعبادة. هذا المعبد، الذي يُعتقد أنه قد تم تصميمه بموارد مالية هائلة وبتكنولوجيا متقدمة، يعكس اهتمام الصين المتزايد بالبوذية كأداة لتثبيت سيطرتها على المنطقة.
الهدف الرئيسي من تعزيز البوذية في تركستان الشرقية هو تقليل التأثير الإسلامي في المنطقة. فالصين تستخدم دعم بناء المعابد البوذية وتعزيز النشاطات الدينية البوذية لتقليص التأثير الثقافي والديني للإسلام، وتحويل الانتباه بعيداً عن الممارسات الإسلامية. بجانب تقليل تأثير الإسلام، تهدف الصين من خلال تعزيز البوذية إلى تعزيز السيطرة الثقافية في تركستان الشرقية. حيث أن بناء المعابد البوذية والترويج للثقافة البوذية يعتبران جزءاً من استراتيجية أوسع لتغيير الهوية الثقافية للسكان المحليين بما يتماشى مع الرؤية السياسية للصين.
هذه السياسة الصينية لا تقتصر على تعزيز البوذية فقط، بل تشمل أيضاً قمع الأنشطة الإسلامية في المنطقة. فالمسلمون في تركستان الشرقية يتعرضون لضغوط متزايدة تشمل تقييد ممارسة الشعائر الدينية ومراقبة المساجد والأنشطة الإسلامية وعقوبات وحشية لا مثيل لها.
بالتالي، يعكس إنشاء معبد بوذي في تركستان الشرقية استراتيجية الصين لإعادة تشكيل النسيج الثقافي والديني في المنطقة بما يتماشى مع أهدافها السياسية، ويبرز التحديات المستمرة التي يواجهها المسلمون في الحفاظ على هويتهم الثقافية والدينية.