الصين تواصل هدم منازل الأويغور قسرا في تركستان الشرقية

الصين تواصل هدم منازل الأويغور قسرا في تركستان الشرقية

في إطار حملة مستمرة لطمس الهوية الثقافية للأويغور في تركستان الشرقية، تواصل السلطات الصينية هدم المنازل المبنية على الطراز التقليدي الأويغوري. تتذرع الصين بتحسين البنية التحتية وتطوير المناطق الحضرية لتحويل المنازل، لكن هذه الحملة تثير تساؤلات حول نواياها الحقيقية وتأثيرها على المجتمع الأويغوري.

حيث يعتبر شعب تركستان الشرقية ادعاءات الصين بأنها ذرائع تهدف إلى تبرير تدمير الهوية الثقافية للأويغور وإخضاعهم للسيطرة الصينية وإضفاء الطابع الصيني على كافة بقاع تركستان الشرقية.

الهدم القسري وتدمير الهوية الثقافية: في أغسطس 2024، انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر استمرار السلطات الصينية في هدم منازل الأويغور رغم كونها حديثة البناء ومشيدة بجودة عالية. الفيديو يوثق عملية هدم منزل جديد في منطقة أوتسوت، شُيِّد تحت شعار "بناء منزل آمن". يظهر في الفيديو أن المنزل مزخرف بزخارف تقليدية أويغورية، تشمل نقوشًا جميلة وأعمدة منحوتة وفناءً مصممًا بطراز يعكس الهوية الثقافية للأويغور. على الرغم من حداثة البناء وجودته، أُجبر صاحب المنزل على هدمه تحت ذريعة "تحويله إلى منزل آمن". وهو ما أثار غضبًا واسعًا بين الأويغور.

حملة واسعة منذ عام 2010: تعود جذور هذه الحملة إلى عام 2010، عندما بدأت السلطات الصينية في تنفيذ مشروع واسع لهدم المنازل ذات الطراز العرقي الأويغوري في تركستان الشرقية. يهدف هذا المشروع إلى استبدال المنازل التقليدية بمنازل جديدة على النمط الصيني، في محاولة لطمس الهوية الثقافية للأويغور. تم تدمير الآلاف من المنازل الأويغورية التقليدية تحت مبررات تحسين السلامة العامة وتطوير المناطق الحضرية.وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الصينية، حتى نهاية عام 2023، تم هدم وتجديد أكثر من 1.797.000 منزل في مدن وبلدات تركستان الشرقية. ما أدى إلى تغيير جذري في طابع المنطقة العمراني والثقافي.

تدمير المجتمع الأويغوري: تعد عمليات الهدم جزءًا من سياسة أوسع تهدف إلى تدمير الهوية الثقافية والدينية للأويغور في تركستان الشرقية. إلى جانب الهدم القسري للمنازل، يواجه شعب تركستان الشرقية سياسات قمعية أخرى تشمل الاعتقالات الجماعية، والتعذيب، ومحاولة فرض ثقافة الأغلبية الصينية عليهم. هذه السياسات القمعية تعكس نية الحكومة الصينية في إلغاء الهوية العرقية والدينية للأويغور ودمجهم قسريًا في المجتمع الصيني.

استمرار الإبادة الثقافية: تُظهر مقاطع الفيديو المتداولة والوثائق التي يتم تسريبها أن الإبادة الثقافية في تركستان الشرقية لم تهدأ، بل إنها مستمرة حتى اليوم. حيث تواصل الصين تنفيذ هذه السياسات القمعية بهدف القضاء على ثقافة الأويغور وتدمير مجتمعهم، مما يشكل تهديدًا وجوديًا لهذا الشعب المسلم.

مستقبل المجتمع الأويغوري: استمرار عمليات الهدم يثير قلقًا متزايدًا حول مستقبل الأويغور في تركستان الشرقية. تدمير المنازل التقليدية ليس مجرد هدم للأبنية، بل هو اعتداء على التاريخ والتراث والهوية. يتساءل المراقبون عن تأثير هذه السياسات على استمرارية المجتمع الأويغوري وما إذا كان بالإمكان الحفاظ على تراثهم في ظل هذه التحديات القمعية.

في ظل استمرار الحملة القمعية، يواجه الأويغور خطر فقدان هويتهم الثقافية والدينية. عمليات الهدم القسري للمنازل ليست سوى جزء من سياسة أوسع تهدف إلى محو وجودهم الثقافي في تركستان الشرقية. مع تزايد القلق الدولي، يبقى السؤال عن مدى قدرة المجتمع الدولي على الضغط من أجل حماية حقوق الأويغور ووقف هذه السياسات القمعية.

مريم عبدالملك

مريم عبدالملك

Yazar
YORUMLAR
YORUM YAP
0 Yorum bulunmaktadır.