الاتحاد العالمي لمنظمات تركستان الشرقية الذي يمثل مسلمي الأويغور وغيرهم من المسلمين الأتراك في تركستان الشرقية, يعرب عن قلق عميق وخيبة أمل إزاء إصدار الرسالة الرسمية التي كتبها الدكتور علي الصلابي، مساعد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوجهها خاصة لشي جين بينغ، يمدح فيها الصين لتدخلها في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الحالي. كتبت الرسالة بتاريخ 25 أكتوبر 2023، وتم نشرها على المواقع الرسمية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورابطة علماء فلسطين. و الرسالة تضمنت الإشادة بموقف شي جين بينغ الداعم لحق تقرير المصير لفلسطين، والتسوية بين الكفاح الصيني والنضال الفلسطيني من أجل الاستقلال ضد المستعمرين، والإشادة بـ "الحكمة الصينية" في إدارة الصراع وتحقيق السلام.
تركستان الشرقية هي موطن أغلبية المسلمين من مختلف العرقيات التركية مثل الأويغور، والكازاخستانية، والقرغيزية، وغيرها. منذ احتلال جمهورية الصين الشعبية لها في عام 1949 وحتى الآن في عام 2023، تعرض شعب تركستان الشرقية لانتهاكات حقوق الإنسان وأعمال الإبادة الجماعية من قبل الصين. و شعب تركستان الشرقية محروم من حقه في ممارسة الإسلام ومن حقه في مستوى معيشي لائق. بالإضافة إلى ذلك، فقد واجهوا تجاوزات لا نهاية لها تشمل الاعتقالات التعسفية، والتعقيم القسري، والفصل الأسري القسري، والاستيعاب القسري داخل مجتمع الهان، والعمل القسري، ومعسكرات الاعتقال كمراكز احتجاز. تبرر الصين انتهاكاتها لحقوق الإنسان ضد شعب تركستان الشرقية على أنها "حرب ضد الإرهاب" وتجنبت بنشاط أي تدخلات من طرف ثالث في هذه المسألة تحت ستار "عدم التدخل" وتسمية الإبادة الجماعية للأويغور بأنها "مشكلة داخلية".
منذ عام 2016، جعلت الصين “إضفاء الطابع الصيني على الإسلام” سياسة رسمية للدولة. وتتكون هذه السياسة التجديفية من إعادة تفسير المعتقدات والممارسات الإسلامية بطريقة تتوافق مع الاشتراكية والكونفوشيوسية، وذلك لجعل الدين الإسلامي يعمل لصالح الحكومة الصينية. إنها إسلاموفوبيا في جوهرها.
وفي عام 2018، صرح الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تحت قيادة الدكتور أحمد الريسوني والدكتور علي القرة داغي في بيان رسمي له أن الاتحاد يؤكد رفضه وإدانته للسياسة النظامية الشريرة التي تنتهجها الصين ضد المسلمين في تركستان الشرقية، ويحذر الصين من عواقب سوء نيتهم تجاه المسلمين. لكن هذه الإدانات تبدوا صامتة في رسالة الدكتور علي الصلابي إلى شي جين بينغ.
المسلمون في تركستان الشرقية يشعرون نفس المشاعر و المعاناة التي يشعر بها المسلمون في فلسطين. وبينما واجه مئات الآلاف من الفلسطينيين انتهاكات حقوق الإنسان و الإبادة الجماعية منذ عام 1948، واجه مئات الآلاف من تركستانيي الشرقية أيضًا انتهاكات حقوق الإنسان و الإبادة الجماعية في تركستان الشرقية من قبل احتلال الصين منذ عام 1949. إن مدح الصين بـ"الحكمة" و"حب السلام" هو بالتأكيد المفارقة الساخرة التي تحدث في هذه الأمة الإسلامية.
ومن المعلوم للعالم أن الصين تستغل القضايا الفلسطينية من أجل مصالحها الوطنية في كسب المزيد من المؤيدين بين الدول الإسلامية. وإذا تركت الصين في هذه السياسات، فسوف تكتسب المزيد من التشجيع في تنفيذ ومواصلة سياسات الإبادة الجماعية ضد المسلمين في تركستان الشرقية.
الاتحاد العالمي لمنظمات تركستان الشرقية يذكر الدكتور علي الصلابي وأي شخص يشاركه وجهة نظره بشأن الصين، بأن الادعاء بأن الصين دولة عادلة هو أمر مضلل تمامًا. ويذكر الاتحاد بأن قرارات السياسة الخارجية للصين تعتمد على مصالحها الوطنية، وأنها ليست ملزمة بالعمل كسلطة أخلاقية عالمية. ويذكر الاتحاد بأن الصين هي المحتل لتركستان الشرقية ومنذ ذلك الحين تنفذ الإبادة الجماعية ضد المسلمين - بما في ذلك النساء والأطفال - في تركستان الشرقية، وطلب المساعدة من الصين بهذه الطريقة سوف يمهد في النهاية الطريق لتطبيع الإبادة الجماعية للأويغوريين. ويحث الاتحاد الدكتور علي الالصلابي على مراجعة وجهة نظره تجاه الصين بشأن هذه القضية، والتصرف وفقًا لذلك كمسلم، وكعالم دين، وكممثل رسمي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
الاتحاد العالمي لمنظمات تركستان الشرقية
28.10.2023