في الذكرى التاسعة للحكم على إلهام توختي بالسجن المؤبد، مصيره أصبح محل تساؤل

 يصادف يوم 23 سبتمبر الذكرى التاسعة لحكم المؤبد على الأستاذ المساعد السابق بجامعة الصين المركزية للقوميات، إلهام توختي، الذي حكمت عليه الصين بالسجن مدى الحياة. وفي 15 يناير 2014، تم اعتقاله من منزله في بكين وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في 23 سبتمبر من نفس العام.

 والآن، وهو في عامه التاسع من حياته في السجن، فإن القلق الأكبر لدى المهتمين بحالته هو ما إذا كان على قيد الحياة أم لا. منذ عام 2017، منعت الحكومة الصينية أفراد عائلته من زيارته في السجن، مما أدى إلى قطع كل اتصال مع العالم الخارجي. ولا يُعرف مصيره أو حالته الصحية أو حتى ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة. وفي حديثها لإذاعة آسيا الحرة، أشارت جوهر إلهام، ابنة إلهام توختي، إلى هذا القلق، وقالت إنه يجب أن نعرف على الأقل ما إذا كان على قيد الحياة في السجن. وقالت: "بعد الحكم على والدي بالسجن مدى الحياة، من 2014 إلى 2017، سمح للعائلة برؤيته مرة كل ثلاثة أشهر، لكن بعد 2017 توقف الأمر تماما. ولم نسمع من أبي منذ ذلك الحين. ولا نعرف إذا كان لا يزال في السجن أو مريضًا أو حتى ميتًا. أنا وأخواي نفتقد والدي كثيرًا. يجب على الحكومة الصينية على الأقل أن تسمح لأخويّ بمقابلة والدي. "نحتاج على الأقل إلى معرفة ما إذا كان والدي على قيد الحياة."

 ما هو وضع إلهام توختي في السجن وما هي عواقبه؟ كان الموضوع الرئيسي للندوة عبر الإنترنت التي نظمتها "حركة دعم إلهام توختي " في ألمانيا يوم 23 سبتمبر من هذا العام. وقال أحد المتحدثين في المؤتمر، عضو البرلمان الأوروبي راينهارد بوتيكوفر (Reinhard Bütikofer)، إن حادثة أخيرة أثارت الشكوك حول مخاوفنا الشديدة  التي وقعت في حوار حقوق الإنسان بين الاتحاد الأوروبي والصين الذي عقد هذا العام للمرة الأولى بعد 4 سنوات، والذي توقف في عام 2019. وخلال اللقاء، سأل الممثلون الأوروبيون الجانب الصيني عن الحالة الصحية لإلهام توختي، وهل هو على قيد الحياة أم لا، وإذا كان على قيد الحياة، ففي أي سجن يقضي حاليا عقوبته. لكن رد الصين كان الصمت المطلق. لقد رفضوا بشدة الإجابة على الأسئلة المتعلقة بإلهام.

وقالت البروفيسور ماري هولزمان، عالمة الشؤون الصينية الفرنسية التي كانت تراقب عن كثب وضع المثقفين الأويغور مثل إلهام توختي، في مقابلة مع الإذاعة إن سلوك الوفد الصيني حول الموضوع أقل ما يوصف به بأنه "مهين".

وأضافت: "الجانب الصيني لم يرد بكلمة واحدة على سؤال الاتحاد الأوروبي بشأن إلهام توختي. ولم يجيبوا على السؤال حتى ولو بكذبة. أنا أعتبر هذا إهانة للاتحاد الأوروبي.

 وقال السيد أنورجان، رئيس مجموعة الدعم لإلهام توختي، لإذاعة آسيا الحرة بأن مصير إلهام توختي أصبح الآن موضع شك كبير، ويجب على المجتمع الدولي أن ينتبه لذلك بيقظة شديدة. وقال في كلمته: "إن الحكومة الصينية لم تسمح لعائلة إلهام توختي بمقابلته، ولم تجب بكلمة واحدة على أسئلة ممثلي الاتحاد الأوروبي، فهذا يعني أن هناك مشكلة حقيقية. كما وضعنا موضوع مؤتمر هذا العام تحت عنوان "هل الإلهام لا يزال حيا؟" وسوف نركز على هذا العنوان في جميع أنشطتنا المستقبلية أيضًا.

 وقال السيد أنورجان إن الاتحاد الأوروبي ينبغي أن يكون نشطا بشكل خاص في التحقيق في مصير إلهام توختي. وقال: "إلهام حصل على جائزة ساخاروف، أرقى جائزة في مجال حقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي، وعلى الاتحاد الأوروبي مسؤولية المساءلة عن مصيره".

 أصدر مؤتمر الأويغور العالمي بيانًا في 25 سبتمبر بمناسبة الذكرى التاسعة لسجن المثقف الأويغوري إلهام توختي وغيره من المثقفين الأويغور المسجونين وقرر تقديم ملفهم في المراجعة الدورية الشاملة بشأن الصين في الأشهر المقبلة في اجتماع لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.

  وقال رئيس مؤتمر الأويغور العالمي دولقون عيسى، في بيان له: "إن الحكم بالسجن المؤبد على إلهام توختي كان أول علامة على سياسة الاعتقال والقمع واسعة النطاق المطبقة في تركستان الشرقية". "كان مصيره بمثابة تحذير لشعب الأويغور بأكمله بأنه حتى الأصوات السلمية والمعتدلة لن تكون مقبولة بعد الآن."

تزامنت الذكرى التاسعة للسجن المؤبد للسيد إلهام توختي مع التأكيد على الحكم على مثقف آخر اختفى في عملية الاعتقال الجماعي لشعب الأويغور في الصين، وهي الأستاذة في جامعة شينجيانغ، الدكتورة راحلة داود، بالسجن مدى الحياة.

 وفي بيان مؤتمر الأويغور العالمي، أشار إلى المصير المشترك لراحلة داود وإلهام توختي، وطلب من المجتمع الدولي الاهتمام بمصير جميع المثقفين الأويغور المحتجزين، ودعت الحكومة الصينية إلى إطلاق سراحهم دون قيد أو شرط.

وقالت البروفيسورة ماري هولزمان (Marie Holzman)  أيضًا في كلمتها للإذاعة إنه يجب التأكيد على مصير المثقفين الأويغور في كل فرصة وفي كل مكان، ولا ينبغي نسيانه. وقالت في كلمتها: "لقد شاهدنا أن الحكومة الصينية تُغَيِّبُ أشخاصًا مثل إلهام توختي وراحلة داود قبل الجميع، أشخاصًا مثقفين وقادرين على التأثير على أمتهم، والذين يمكنهم التأثير على الشعب الأويغوري وحتى في الخارج، وهذا الواقع يؤلمني كثيرا. لذا ينبغي أن نذكرهم في كل فرصة وفي كل مكان. وإذا بقينا نغض الطرف عن حقوق الإنسان ونحن نعيش في أوروبا، فإن الطغاة القمعيين سوف يكتسبون الشجاعة ويصبحون أقوى ويتمادون في غَيِّهم. وينبغي لنا أن نكون قادرين دائماً على أن نقول لهم: "هذا ليس العالم الذي نتماه".

 وفي بيان أصدرته لجنة شؤون الصين بمجلس النواب الأمريكي، دعت الحكومة الصينية إلى "الإفراج الفوري عن إلهام توختي وغيره من المثقفين الذين تم سجنهم وإسكاتهم كجزء من سياسة الإبادة الجماعية ضد الإيغور والمجموعات العرقية الأخرى في تركستان الشرقية". " كما أشاروا في بيانهم إلى أن "قضية إلهام والجرائم التي ترتكبها الصين ضد شعب الأويغور يجب أن تكون الموضوع الأول على جدول أعمال كل مسؤول حكومي أمريكي وعضو في الكونغرس".

مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.

https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/ilham-tohti-09252023184140.html

في الترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد

461 شخصًا قرأوا هذا الخبر!
30/09/2023
تعليقات
تعليق
0 هناك تعليقات.