السجن مدى الحياة لأكاديمية أويغورية بارزة

أصدرت محكمة صينية، حكما بالسجن مدى الحياة ضد عالمة بارزة متخصصة في دراسة الفولكلور والتقاليد الخاصة بشعبها، من شعب الأويغور، وفقا لصحيفة لوموند الفرنسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن العالمة الأويغورية تعمل أستاذة في جامعة شينجيانغ، وأسهمت في تأسيس مركز أبحاث الفولكلور للأقليات العرقية.

من جانبها، قالت مؤسسة "دوي هوا" ومقرها سان فرانسيسكو وتعمل في قضايا حقوق الإنسان في بيان، إن "راحيل داووت" أدينت بتهمة تعريض أمن الدولة للخطر في كانون الثاني 2018 في محاكمة سرية.

بدوره، اعتبر المدير التنفيذي لمؤسسة دوي هوا جون كام، أن "الحكم على البروفيسورة داووت بالسجن مدى الحياة يعد مأساة قاسية، وخسارة كبيرة لشعب الأويغور، ولجميع الذين يقدرون الحرية الأكاديمية".

وأكدت صوفي ريتشاردسون، رئيسة قسم الصين في منظمة حقوق الإنسان بأن "إدانة البروفيسورة داووت ليست بأي حال من الأحوال دليلاً على أنها ارتكبت خطأ"، ولكنها تشير إلى الاضطهاد الثقافي الذي لا هوادة فيه في بكين للأويغور، وعدائها لحرية التعبير، وازدرائها للعدالة".

اختفت "راحيل داووت" في أواخر عام 2017 وسط حملة قمع حكومية وحشية استهدفت الأويغور، بحسب صحيفة لوموند.

"قتل النخبة"

وأوضحت الباحثة فانيسا فرانجفيل، رئيسة قسم الدراسات الصينية في جامعة بروكسل الحرة، أن "مشاريع العالمة البحثية تم تمويلها من قبل الدولة، وأسهمت في تأثير الأبحاث الصينية في العالم"، حيث عملت مع العديد من الجامعات الغربية مثل كامبريدج وهارفارد وطوكيو وكذلك مع المركز الوطني للبحث العلمي".

وجرى الإعلان عن إدانتها في 22 كانون الثاني عشية الذكرى التاسعة للحكم المؤبد على شخصية بارزة أخرى من المثقفين الأويغور، وهو الاقتصادي إلهام توختي.

وبحسب الصحيفة، اختفت "راحيل داووت" في أواخر عام 2017 وسط حملة قمع حكومية وحشية استهدفت الأويغور - وهم عرق تركي ذو أغلبية مسلمة، موطنهم الأصلي تركستان الشرقية المحتلة من قبل الصين منذ سنة 1949م-، ولسنوات، ظل وضعها غير معروف، إذ لم تكشف السلطات الصينية عن مكان وجودها أو طبيعة التهم الموجهة إليها.

لكن ذلك تغير هذا الشهر عندما اطلعت مؤسسة "دوي هوا" على وثيقة حكومية صينية تكشف أن راحيل داووت حُكم عليها بالسجن مدى الحياة.

بدورها نفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ علما بأي "معلومات" عن قضية راحيل داووت في مؤتمر صحفي دوري، موضحة أن الصين "ستتعامل مع القضايا وفقًا للقانون".

يشار إلى أن "داووت عرفت عالميا بعملها في دراسة المواقع الإسلامية المقدسة والممارسات الثقافية الأويغورية في تركستان الشرقية وعبر آسيا الوسطى، حيث ألفت العديد من المقالات والكتب وإلقاء المحاضرات كباحثة زائرة في الخارج، بما في ذلك في كامبريدج وجامعة بنسلفانيا".

بدورهم، أوضحت جماعات المناصرة أنها "واحدة من أكثر من 400 أكاديمي وكاتب وفنان بارز محتجزين في تركستان الشرقية ".

كانت "داووت" عضوًا في الحزب الشيوعي الصيني وحصلت على منح وجوائز من وزارة الثقافة الصينية وسائل إعلام صينية

وبيّن معارضو السلطة في الصين أن الحكومة استهدفت المثقفين كوسيلة لتخفيف، أو حتى محو، ثقافة ولغة وهوية الإيغور.

يذكر أن "داووت" كانت عضوًا في الحزب الشيوعي الصيني وحصلت على منح وجوائز من وزارة الثقافة الصينية قبل اعتقالها".

وقدر تقرير صادر عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، نُشر في آب 2022، أن حجم الاحتجاز التعسفي والتمييزي للأويغور وأعضاء الجماعات الأخرى ذات الأغلبية المسلمة في سياق القيود والحرمان من الحقوق الأساسية" الفردية والجماعية على السواء، قد تشكل جرائم دولية، ولا سيما الجرائم ضد الإنسانية.

307 شخصًا قرأوا هذا الخبر!
26/09/2023
تعليقات
تعليق
0 هناك تعليقات.