دعا شي جين بينغ، إلى استمرار النهج المتشدد والقمعي في التعامل مع الأويغور في تركستان الشرقية، على الرغم من الانتقادات الدولية للاضطهاد والتعذيب الذي يتعرض له الشعب المسلم في تركستان الشرقية المحتلة، بحسب ما نقلته صحيفة Politico الأمريكية، الأحد 27 أغسطس/آب 2023.
ففي خطاب رئيسي، السبت 26 أغسطس/آب، أكد شي أن "الاستقرار الاجتماعي" يظل على رأس الأولويات هناك، معللاً ذلك بالحاجة إلى تدابير مكافحة الإرهاب ومواصلة "إضفاء الطابع الصيني" على الإسلام، الدين السائد بين الأويغور الذين يشكلون غالبية السكان الأصليين في تركستان الشرقية.
وخضعت سياسات الصين في تركستان الشرقية للتدقيق الدولي في السنوات الأخيرة، وبلغت ذروتها في تقريرٍ للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان وجد أن بكين ربما ارتكبت جرائم ضد الإنسانية.
وقد وصفت الولايات المتحدة، التي فرضت مع أوروبا عقوبات على بعض المسؤولين في تركستان الشرقية، الوضع بأنه "إبادة جماعية".
من جانبه، قال شي خلال توقف مفاجئ في طريق عودته من قمة مجموعة البريكس بجنوب إفريقيا: "يتعين علينا أن نجمع بين مكافحة الإرهاب والنضال ضد الانفصالية والجهود القانونية والمنظمة للحفاظ على الاستقرار". وأضاف: "يجب تعميق إضفاء الطابع الصيني على الإسلام من أجل التعامل بفعالية مع جميع أنواع الأنشطة الدينية غير القانونية".
وقال شي إن الصين ستواصل تعليم الأويغور اللغة الصينية الفصحى، وإعادة تخصيصهم للعمل خارج المنطقة. ومن المعروف أنها تمنع الأويغور من التحدث باللغة الأويغورية واستخدامها وتعلمها.
ووفقاً للمنفذ الإعلامي الرسمي CCTV، فقد "شدد شي على الحاجة إلى دعاية أكثر إيجابية لإظهار شينجيانغ (تركستان الشرقية) المنفتحة والواثقة". وأضاف المنفذ: "ينبغي بذل جهود هادفة لدحض أي صحافة غير دقيقة وسلبية".
ولطالما قال ناشطون إن هذه السياسات تهدف إلى تمييع الهوية العرقية، بينما تقول بكين إن التنمية الاقتصادية هي مفتاح الاستقرار الاجتماعي.
شنت حربا شاملة على الدين الإسلامي
تطبق السلطات الصينية الشيوعية أقسى سياسات الاضطهاد والقمع في تركستان الشرقية، وخصوصا منذ إصدارها لقانون "الخطة الخمسية ال13" في سنة 2018م. حيث قامت باعتقال الملايين من التركستانيين في السجون ومعسكرات الاعتقال الصينية، وشنت حربا شاملة على الدين الإسلامي، واتبع سياسات الاضطهاد والقمع، وهدفت إلى تصيين شعب تركستان الشرقية تحت مسمى "تكييف الدين الإسلامي مع الاشتراكية الصينية وتثقيف تركستان الشرقية بالصينية". ونتيجة لذلك، تم تدمير أكثر من 16000 مسجد، وتخريب 8 آلاف منها أو استخدامها للسياحة خارج الغرض المقصود منها. منذ عام 2016، تم اعتقال واستشهاد عدد لا يحصى من رجال الدين والعلماء والأكاديميين والفنانين والكتاب والحرفيين في السجون ومعسكرات الاعتقال، حيث يتم تعذيبهم بوحشية فيها. كما أعلنت الصين خطتها لتحويل المساجد إلى أماكن دعائية خاصة بها.
وقد أشار المراقبون إلى أن السلطات الصينية الشيوعية كثفت سياستها المتمثلة في الإبادة الجماعية والعرقية والثقافية في تركستان الشرقية بمغالطات تحت ما يسمى بتصيين الإسلام، وتوطيد الوعي الصيني. وفي الوقت نفسه، حاولت خداع المجتمع الدولي بطرق مختلفة. كما أشار المراقبون إلى أن دمج الدين الإسلامي، وخاصة القرآن مع الإيديولوجية الكونفوشيوسية، هو حرب شاملة ضد الإسلام والعالم الإسلامي. وأكدوا على أن العالم الإسلامي بحاجة ماسة إلى اتخاذ إجراءات ضده.
يقول المراقبون إن سياسة الإبادة الجماعية للسلطات الصينية الشيوعية، والتي تم تنفيذها منذ سنوات عديدة في تركستان الشرقية، تستمر في الازدياد والتوسع. كما أن الصين قد ضاعفت من ضغطها على المسلمين أضعافا مضاعفة منذ أن تم تقنين ما يسمى بالسياسة الإرهابية "تصيين الإسلام" في تركستان الشرقية في عام 2015. وأيضا يذكر أنه في السنوات الخمس الماضية، أي بين 2018 و 2022، حظرت الصين تماما كل ما يتعلق بالدين الإسلامي، وأجبرت الناس على التخلي تماما عن الإسلام، واعتناق الشيوعية بدلا منها.
كل الصور التي تعلن عنها الصين للصحافة وتنظم زيارات لوفود من دول مختلفة، تظهر أن الجميع يعبدون بحرية، وتتكون بالكامل من مشاهد مصممة لتضليل الرأي العام العالمي، وخاصة العالم الإسلامي؛ للتستر على الجرائم العديدة التي ارتكبتها، وما زالت الصين تواصل دعايتها المضللة بوتيرة سريعة.