اتفقت الصين والإمارات على إجراء تدريبات عسكرية في تركستان الشرقية. وستعقد التدريبات المشتركة بين القوات الجوية الصينية والإماراتية في تركستان الشرقية الشهر المقبل، وفقا للخطة السنوية واتفاق البلدين.
تعتزم القوات الجوية الصينية والإماراتية إجراء تدريبات مشتركة في تركستان الشرقية في أغسطس، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الوطني الصينية، يوم الاثنين.
وبحسب الوزارة، ستكون التدريبات (درع الصقر 2023)، أول تدريبات مشتركة بين القوات الجوية للبلدين.
ويهدف هذا التدريب إلى "تعزيز التبادلات العملية والتعاون بين القوات المسلحة في كلا البلدين" وإلى "تعزيز التفاهم والثقة المشتركين"، وفقا للوزارة.
ولم تذكر وزارة الدفاع الصينية تفاصيل إضافية حول التدريب بعد. كما لم يحدد بيان الرئاسة حجم الجنود الإماراتيين الذين سيشاركون في التدريب ومدة ونطاق التمرين.
أعلنت وزارة الدفاع الصينية أن الصين والإمارات العربية المتحدة ستجريان تدريبات مشتركة للقوات الجوية في تركستان الشرقية، التي هي موطن الأويغور، والتي تحتلها الصين وتسميها بمنطقة "شينجيانغ" أي المستعمرة الجديدة.
وكانت الإمارات رفضت سابقا التصويت على قرار في مجلس الأمن الدولي يدين الصين بشأن انتهاكاتها لمسلمي الأويغور في تركستان الشرقية.
تمارين مع الولايات المتحدة
وأجرت الإمارات العربية المتحدة، وهي حليف للولايات المتحدة، العديد من التدريبات العسكرية مع القوات الأمريكية، بما في ذلك مناورات الاتحاد الحديدي السنوية، التي جرت آخرها في مايو.
علاوة على ذلك، فإن الجيش الإماراتي مجهز بمجموعة متنوعة من الأسلحة والمعدات الأمريكية، مثل نظام الدفاع الصاروخي ثاد وطائرات الهليكوبتر الهجومية إيه إتش-64 أباتشي.
العلاقات الدفاعية بين الصين والإمارات
من ناحية أخرى، تشمل أسلحة باي الأولية المصنعة في الصين الأفخاخ القتالية غير المأهولة مثل الجناح لونغ 1 و الجناح لونغ 2 ، والتي يتم تصنيعها من قبل مجموعة تشنغدو لصناعة الطائرات، وهي شركة مملوكة بشكل غير مباشر للحكومة الصينية.
في عام 2017، اشترت باي أيضا صواريخ بلو أرو 2 المضادة للدبابات من الصين لاستخدامها في أسطول وينج لونج 7.
في السنة الماضية، كشفت أبوظبي انها تنوي تعزيز أسطولها من الطائرات المقاتلة بمقاتلات صينية من طراز 'ال15'، ضمن سياسة تعزيز مصادر التسليح وتحديث وحدات قواتها الجوية والقوات المسلحة بصفة عامة.
كما عزز سلاح الجو الإماراتي أسطوله بطائرات مسيرة صينية إضافة الى معدات أخرى وهو ما يثير مخاوف الغرب الذي يسعى لاحتواء النفوذ الصيني بعد أن تعزز في منطقة الخليج خلال السنوات الاخيرة.
وتحدثت تقارير من صحف صينية عن استئناف بكين بناء داخل منشأة عسكرية في ميناء خليفة بالعاصمة الاماراتية أبوظبي فيما يتخوف الجانب الأميركي من تحول هذه المنشاة الى قاعدة عسكرية صينية دائمة.
العلاقات بين الإمارات والصين
والتعاون الصيني الاماراتي لا يشمل فقط المجال العسكري حيث يسعى البلدان لتعزيز تعاونهما في مجالات الاقتصاد والاستثمار حيث وقع الجانبان في 2018 في زيارة تاريخية للرئيس الصيني شي جينبينغ 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم ضمن جهود تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات إضافة الى تعزيز التعاون التكنولوجي.
كما مثل مجال الطاقة من بين ابرز مجالات التعاون بين البلدين خاصة في مسالة التنقيب على النفط والغاز او الاستثمار في الطاقات المتجددة.
وفي أزمة الكورونا التي شهدها العالم في 2020 تواصلت أبوظبي مع بكين لإنتاج لقاحات فعالة لمواجهة الفيروس حيث تعزز التعاون في المجال الصحي.
ويتقارب الجانبان من حيث النظرة لعدد من الملفات الدولية وفي منطقة الشرق الأوسط وفي العالم فيما شاركت ابوظبي في القمتين الخليجية الصينية والعربية الصينية التي استضافتها المملكة العربية السعودية قبل أشهر.
وتنسجم سياسة أبوظبي في تنويع الشراكات الاقتصادية وبيئة الأعمال مع نهج إماراتي أكثر انفتاحا على اقامة علاقات سياسية ودبلوماسية جيدة مع الدول المؤثرة وفي مقدمتها الصين التي تعتبر ثاني قوة اقتصادية في العالم وقوة عسكرية عظمى.
من جانب آخر تنظر واشنطن بقلق من تعاظم النفوذ الصيني والتعاون الذي يشمل المجال العسكري مع الإمارات إضافة الى دول خليجية أخرى، حيث يراقب الجانب الاميركي هذا المسار وان كان على حساب مصالحهم في المنطقة.