مؤتمر صحفي ضد بيان الرئيس الفلسطيني

عقد الاتحاد الدولي لمنظمات تركستان الشرقية مؤتمرا صحفيا مشتركا مع وفد هيئة علماء فلسطين ضد موقف محمود عباس المؤسف تجاه قضية تركستان الشرقية. كما شارك في المؤتمر الصحفي المنظمات غير الحكومية الفلسطينية، واتحاد جمعيات تركمان اليوروك ومنظمات غير حكومية أخرى. وأيضا قام الوفد الفلسطيني بزيارة إلى الاتحاد الدولي لمنظمات تركستان الشرقية.

 

نص المؤتمر الصحفي:

" أعزائي أعضاء الصحافة والمشاركين الكرام:

نحن هنا اليوم مع هيئة علماء فلسطين، واتحاد جمعيات تركمان اليوروك، ومؤسسة مابين وغيرهم من الضيوف الكرام؛ لاتخاذ موقف ضد بيان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي عبر عن دعمه لسياسات الإبادة الجمعية والاحتلال التي تفرضها السلطات الصينية على الأويغور وغيرهم من المسلمين الأتراك في تركستان الشرقية، والذي أشار إلى أن قضية تركستان الشرقية ليست قضية حقوق الإنسان، وإنما قضية مكافحة الصين للإرهاب، خلال زيارته للصين في 13-16 يونيو.

إن تصريحات عباس المتوافقة مع الصين قد أثارت غضب شعب تركستان الشرقية بشدة. حيث تفيد التصريحات بأن القضايا المتعلقة بما يسمى بشينجيانغ (تركستان الشرقية) ليست قضايا حقوق الإنسان، وإنما هي مسألة مكافحة الإرهاب العنيف وإزالة التطرف ومحاربة النزعة الانفصالية. كما أكد عباس أنه يعارض بشدة التدخل في القضايا المتعلقة بما يسمى بشينجيانغ (تركستان الشرقية) بحجة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للصين.

وبصفتنا الاتحاد الدولي لمنظمات تركستان الشرقية، فإننا نرفض وندين هذا البيان غير الواقعي. في حين أن شعب تركستان الشرقية كانوا ينتظرون اعتذارا من السلطة الفلسطينية، إلا أن السفارة الفلسطينية في أنقرة أصدرت في 22 يونيو بيانا على حسابها الرسمي ينكر التصريحات المزعومة التي أدلاها محمود عباس عن تركستان الشرقية خلال زيارته للصين. إذا كانت هذه هي الحقيقة، فمن الضروري أن يدلي محمود عباس ببيان رسمي يعترف بحقيقة الإبادة الجماعية في تركستان الشرقية، ويدينها، ويدعم قضيتنا الدموية من أجل فضح أكاذيب الصين الماكرة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه التصريحات تضر أيضا بالقضية الفلسطينية. القضية الفلسطينية هي قضية مقدسة بالنسبة لنا نحن المسلمين أكثر من استغلالها لإضفاء الشرعية على جريمة الإبادة الجماعية التي تطبقها الصين. يعتبر النضال من أجل الاستقلال والحرية والحصول على حقوق الإنسان في تركستان الشرقية هو النضال المشروع من أجل حماية شعب لم يكن له أية علاقة بالإرهاب. كما إن قبول احتلال تركستان الشرقية وإنكار حقيقة الإبادة الجماعية المستمرة ووصف المقاومة والدفاع بأنها إرهاب سيؤدي إلى قبول الاحتلال الفلسطيني وإنكار حقيقة الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان فيها ووصف نضالات المقاومة بأنها إرهاب.

تنفذ الصين سياسة استيعاب منهجية ضد الأويغور وغيرهم من القبائل الإسلامية التركية في تركستان الشرقية التي تحتلها منذ 74 عاما. حيث تطبق السلطات الصينية السياسات القمعية والمنهجية في إطار تدمير الهويتين الإسلامية والأويغورية وتصيين تركستان الشرقية. فتعتقل الصين الشيوعية أكثر من 8 ملايين تركستاني في معسكرات الاعتقال الصينية في تركستان الشرقية منذ عام 2016. وأيضا تزامنا مع سياساتها المعادية للإسلام، دمرت الصين أكثر من 16 ألف مسجد في تركستان الشرقية، وحولت العديد منها إلى ملاهي ومراقص ومراكز ترفيهية. كما سجنت وقتلت قادة المجتمع وعلماء الدين والصحفيين والكتاب ورجال الأعمال والأكاديميين وغيرهم، وأخضعتهم لأشكال مختلفة من التعذيب الوحشي. بالإضافة إلى ذلك، يتم تصيين الملايين من أطفال تركستان الشرقية المسجونين في معسكرات الأطفال المسماة برياض الأطفال. وقد تم وصف هذه السياسات القمعية للصين بأنها جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية من قبل العديد من المنظمات التي تدافع عن حقوق الإنسان في الساحة الدولية، والدول، ومحكمة لندن للأويغور للإبادة الجماعية، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

لم يتوقف شعب تركستان الشرقية أبدا عن معارضة الاضطهاد الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني. بل كانوا وما زالوا حساسين تجاه قضية فسلطين، ويقدرون النضال الصالح للفلسطينيين من خلال تبني نفس وجهة نظر المجتمع الدولي والمجتمعات المسلمة، ويدعمون أنشطة حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني ويعترفون بشرعيتها منذ الأزل.

بالإضافة إلى ذلك، يتوقع شعب تركستان الشرقية من السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني والمنظمات غير الحكومية أن تبدي نفس الحساسية والتفاهم بشأن قضية تركستان الشرقية، وأن تقبل حقيقة أن تركستان الشرقية هي أرض احتلتها الصين في عام 1949، وخضعت لسياسات الاحتلال القمعية منذ 74 عاما وتعرضت بشكل منهجي للإبادة الجماعية حتى يومنا هذا، وأن تقف إلى جانبنا في نضالاتنا المقاومة وترفض الجهود الرامية إلى إضفاء الشرعية على الاضطهاد الصيني في تركستان الشرقية.

بصفتنا الاتحاد الدولي لمنظمات تركستان الشرقية، فإننا نقوم بأنشطة سياسية واجتماعية وثقافية في إطار حقيقة أن تركستان الشرقية جزء من العالم الإسلامي، على أساس القيم الدينية وحقوق الإنسان، مع مراعاة التوازنات الإقليمية، بهدف جعل قضية تركستان الشرقية معروفة ومقبولة ومدعومة في العالم الإسلامي. وعلى الرغم من أننا نلفت الانتباه إلى حقيقة أن البيان الصحفي الذي صدر اليوم قيم للغاية وذات مغزى، إلا إننا نصف بيان محمود عباس المشترك مع الصين وتصريحات الأفراد والمؤسسات التي تدعي أنها تمثل العالم الإسلامي في الفترات السابقة والتي تضفي الشرعية على اضطهاد الصين بأنها أخطاء كبيرة تضر بروح التضامن الإسلامي.

خلال العام الماضي، انخرطت الصين في تدخل سياسي في منطقة الشرق الأوسط. وتعتبر الصين، التي تطمع إلى الموارد الغنية في الشرق الأوسط، أن المنطقة مصدر يضمن أمن الطاقة لسياساتها التوسعية. إن توسع الصين في الشرق الأوسط سيعني المزيد من الحروب الأهلية والاضطهاد وعدم الاستقرار في المنطقة والدول التي تقع في فخ الديون، وتدمير فهم التضامن الإسلامي. كما إن انفتاح الصين لفلسطين هو ممارسة علاقات عامة مدروسة جيدا تقوم بها الصين فقط للتستر على موقفها الدموي والإجرامي غير الشرعي، ولن يأتي أي خير من الصين إلى الشعب الفلسطيني على الإطلاق.

وفي الختام، نعبر عن امتناننا لزعيم حزب الحركة القومية، السيد دولت بهجيلي، الذي أدان تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تركستان الشرقية في الجمعية الوطنية التركية الكبرى، وأيضا لنائب أنقرة في الحزب الجيد، البروفيسور كورشات زورلو، وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية التابعة للجمعية الوطنية الكبرى لتركيا. كما نتقدم بخالص الشكر لوفد هيئة علماء فلسطين برئاسة نواف حائل تكروري الذي جاء لزيارتنا بروح التضامن، ولاتحاد جمعيات تركمان اليوروك بقيادة عرفان تاتلي أوغلو وإسماعيل منصور أوزدمير، ولجميع ممثلي المنظمات والمواطنين الأتراك والفلسطينيين. وأيضا نشكر أصدقائنا الصحفيين على جهودهم لإيصال صوتنا للعالم ودعم قضية تركستان الشرقية".

371 شخصًا قرأوا هذا الخبر!
25/06/2023
تعليقات
تعليق
0 هناك تعليقات.