في مشهد كروي يحمل أكثر من مجرد أهداف ونتائج، احتضن هذا الأسبوع مكانان مختلفان بطولتين دوليتين لكرة القدم، لكنهما حملتا رسائل متناقضة تمامًا.
في كاشغر، المدينة الواقعة تحت قبضة الاحتلال الصيني في تركستان الشرقية، نظّمت بكين "بطولة كاشغر الدولية الثانية للشباب" بمشاركة 12 فريقًا من روسيا، وآسيا الوسطى، والصين، وحتى فرق من تركستان نفسه. البطولة التي أُقيمت بين 24 و30 يونيو، لم تكن مجرد منافسة رياضية، بل كانت جزءًا من حملة دعائية صينية تهدف لتلميع صورتها وإخفاء حقيقة الإبادة الجماعية التي تُمارس بحق شعب الأويغور. في المدرجات، جلس شباب أويغور يعزفون على آلاتهم التقليدية كالدوتار والراواب، محاولة خادعة لعرض مشهد "ثقافي وفني"، يوحي بأن الأمور طبيعية، وأن الشعب يعيش في "فرح وسلام".
لكن في لندن، وعلى أرض ملعب آخر، كانت الحقيقة تُعلن بجرأة في وجه العالم. من 1 إلى 5 يوليو، استضافت العاصمة البريطانية بطولة "كأس آسيا كونيفا 2025"، حيث رفرف علم تركستان الشرقية بفخر بين أعلام الشعوب المضطهدة. المنتخب الوطني لتركستان الشرقية خاض أولى مبارياته في 2 يوليو ضد فريق تاميل إيلام، حاملًا لافتة ضخمة تُحيي ذكرى مجزرة أورومتشي (5 يوليو 2009)، في رسالة صريحة للعالم: نحن لم ننسَ... فلا تنسوا أنتم.
ورغم أن الفريق الأويغوري شارك لأول مرة في هذه البطولة، إلا أنه قدّم أداءً مشرفًا. الفريق المنافس، المعروف بقوته، سجل هدفين، لكن لاعبي تركستان الشرقية ردّوا بهدف قلّص الفارق إلى 2-1، في مباراة حملت أكثر من مجرد نتيجة. إنها صرخة أمل. اليوم، سيواجه المنتخب نظيره التبتي في مباراة أخرى لا تقل رمزية.
كرة القدم لطالما كانت جزءًا من حياة الأويغور، لكنها اليوم أصبحت وسيلة مقاومة ناعمة، تُستخدم لتمرير رسالة قوية: نحن هنا، نحن باقون، ولن ننحني. في المهجر، باتت الملاعب مسرحًا جديدًا للنضال، حيث يُعبّر الأويغور عن كرامتهم، وحقهم في تقرير مصيرهم، ويُثبتون أن الصوت قد يُكتم في وطنهم، لكن صداه يعلو في كل مكان آخر في العالم.