حاولت الصين إخفاء جرائم العمل القسري، الذي يعد جزءاً من جريمة الإبادة الجماعية في تركستان الشرقية، من خلال فيلم وثائقي مزيف، في وقت تتزايد فيه الإدانات الدولية لهذه الممارسات، خاصة فيما يتعلق بمنتجات القطن القادمة من تركستان الشرقية.
وفقاً لما ذكرته وكالة الدعاية الصينية "تنغري تاغ"، سيتم عرض الفيلم الوثائقي الدعائي المزيف "الغيوم على الأرض"، الذي أنتجته استوديوهات الأفلام الوثائقية التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون المركزية الصينية، في جميع دور السينما بالصين وتركستان الشرقية رسمياً في 7 مايو.
أقيم حفل العرض الأول للفيلم في مقاطعة آوات بتركستان الشرقية، حيث تم ترتيب حضور مئات من سكان القرية لمشاهدة الفيلم. ويعكس اختيار مقاطعة آوات لإقامة هذا الحدث مرة أخرى خداع الصين في حملتها الدعائية، حيث ذكر التقرير أن مقاطعة آوات اشتهرت بإنتاج القطن عالي الجودة، وتُعرف بأنها "موطن القطن طويل التيلة الصيني".
لم يقتصر هذا الفيلم الدعائي المزيف على تزيين جرائم العمل القسري الصينية فحسب، بل روّج أيضاً لما يسمى بـ "وحدة القوميات". ووفقاً للتقرير، يصور الفيلم عائلتين - إحداهما أويغورية والأخرى صينية - تواجهان مختلف الصعوبات خلال موسم حصاد القطن المزدحم، بما في ذلك نقص العمالة، والإصابات، والأمطار المستمرة، ولكنهما في النهاية تحققان نتائج مرضية من خلال العمل الشاق والتعاون على مدار عام.
لقد تم توثيق جرائم العمل القسري الصينية في تركستان الشرقية بأدلة قوية من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية ومؤسسات البحث، وتعرضت لإدانات مستمرة. منذ أن بدأت الحكومة الأمريكية تنفيذ "قانون منع العمل القسري للأويغور" رسمياً في يونيو 2022، احتجزت بضائع بقيمة مليارات الدولارات في الجمارك. وقد تأثرت العديد من الشركات الصينية، ليس فقط منصات البيع، بل أيضاً العلامات التجارية الدولية الشهيرة بشكل كبير. ومع ذلك، تواصل الصين حتى الآن إنكار جرائمها وتحاول التمويه بمختلف الوسائل.
إعداد: عرفان أوتكور