أصر كبار المسؤولين الحكوميين التايلانديين الذين زاروا تركستان الشرقية "لزيارة" الأويغور الذين سلموهم إلى الصين على تبرئة الصين.
وفقاً لما ذكره موقع بانكوك بوست، قام نائب رئيس الوزراء التايلاندي ووزير الدفاع بومتام ويشاياتشاي، ووزير العدل تاوي سودسونغ وعدد من المسؤولين العسكريين بزيارة لمدة ثلاثة أيام إلى تركستان الشرقية في 18 مارس لمراقبة أوضاع الأويغور الذين تم تسليمهم إلى الصين الشهر الماضي. ويُعتقد أن هذه الزيارة التي قام بها المسؤولون التايلانديون تم تنظيمها لتبرير جرائمهم الخاصة تحت انتقاد بعض الدول بما فيها الولايات المتحدة والمنظمات الدولية.
وفقاً للتقارير، أكد بومتام ويشاياتشاي، الذي تحدث في اليوم الأخير من زيارته التي استمرت ثلاثة أيام، أن العائلات التي التقى بها تم اختيارها طواعية، وأصر خلال هذه الزيارة على تبرئة الصين، رافضاً تحذيرات المجتمع الدولي بأن الصين تتلاعب وتخدع في قضية الأويغور الأربعين الذين تم إعادتهم.
رفض بومتام الادعاءات بأن مشاعر الأويغور خلال الزيارة كانت مزيفة قائلاً: "إنهم ليسوا ممثلي هوليوود يبكون بناءً على أوامر. امتلأت أعينهم بالدموع عندما وصلنا. كانت مشاعرهم طبيعية عندما سُئلوا عما إذا كانوا سعداء."
كما وصف لحظة أمسك فيها أحد الأويغور الذين أعيدوا قسراً بيده بقوة قائلاً: "هذا الموقف أثبت أن مشاعرهم كانت حقيقية". وأضاف أنه يدعو المراقبين إلى الانتباه ليس إلى الكلمات المتداولة، بل إلى المشاعر المعبر عنها من خلال التعابير والإشارات والأصوات.
استقبلت الصين المسؤولين التايلانديين وقامت بخداعهم من خلال مشاهد معدة مسبقاً كالمعتاد، بما في ذلك زيارة مسجد عيد كاه في كاشغر الذي تم حظر الصلاة فيه وفتحه للسياح. التقى وفد تايلاند بإمام مسجد عيد كاه، الذي هذى وفقاً لما رتبته الصين قائلاً: "الأويغور الذين تمت إعادتهم يعيشون بأمان في ظروف معيشية جيدة وفقاً للقانون الصيني".
وأفادت صحيفة بانكوك بوست، استناداً إلى الدعاية الصينية الكاذبة، أن معظم الأويغور الأربعين الذين تمت إعادتهم قد عادوا بالفعل إلى منازلهم في مختلف أنحاء تركستان الشرقية، وأن الأويغور الذين كانوا مرضى سابقاً ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات.
في بيان أعلنه المتحدث باسم الحكومة التايلاندية جيرايو خونغسوب، ذكر أن وفد تايلاند انقسم إلى مجموعتين برفقة مسؤولين من وزارة الأمن الصينية، حيث زارت إحدى المجموعتين أويغورياً يعيش في منزله على بعد حوالي 200 كيلومتر من كاشغر، بينما تحدثت المجموعة الأخرى عبر الفيديو مع مجموعة من الأشخاص يعيشون على بعد 500 كيلومتر من أورومتشي والتقت أيضاً بما يسمى "رجال الدين".
طلب المسؤولون الصينيون من وسائل الإعلام التي زارت الأويغور تعتيم وجوه الأويغور في الصور ومقاطع الفيديو لحماية الخصوصية. ومع ذلك، تم الادعاء بأنه لم يتم فرض أي قيود خاصة على أنشطتهم. لم تكشف وسائل الإعلام الصينية عن أي تفاصيل حول الزيارة.
واجه الصحفيون الذين زاروا الأويغور الذين أعيدوا إلى تركستان الشرقية رقابة صارمة من قبل الصين. وفقاً للتقارير، تمت دعوة مجموعة من الصحفيين التايلانديين يوم الثلاثاء من قبل الصين لإظهار أن الأويغور الأربعين الذين تمت إعادتهم يعيشون حياة جيدة. ووفقاً لأحد الصحفيين، راقب المسؤولون الصينيون الصحفيين التايلانديين بشدة خلال الزيارة، وفحصوا الصور التي التقطوها وأجبروهم على حذف ما لم يوافقوا عليه قبل إرساله إلى تايلاند.
بعد أن أعادت الحكومة التايلاندية قسراً 40 أويغورياً كانوا محتجزين في تايلاند إلى الصين في 27 فبراير، أدان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو هذا الإجراء بعبارات قوية، وفي 14 مارس أعلن قراراً بفرض قيود على التأشيرات على المسؤولين الحكوميين المسؤولين عن الإعادة القسرية للأويغور وغيرهم من الأقليات إلى الصين، بما في ذلك تايلاند.
إعداد: عرفان أوتكور