واجهت العلاقات الصينية الباكستانية اختباراً صعباً في عام 2025 بسبب قضايا الأمن وأفغانستان.
وفقاً لما ذكرته صوت أمريكا في 20 يناير، توترت العلاقات بين الصين وباكستان العام الماضي بسبب قضايا أمنية ومالية وسياسية. وقد توقع مشاهد حسين سيد، رئيس معهد الدراسات الصينية الباكستانية في إسلام آباد، عدم حدوث اضطرابات كبيرة في العلاقات الصينية الباكستانية في العام الجديد. وأصبح باكستان عضواً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمدة عامين ابتداءً من 1 يناير 2025، حيث يمكن أن يظهر التعاون الوثيق بين باكستان والصين هناك. لكنه أشار إلى أن بعض القضايا المعقدة قد تؤثر على حرارة هذه العلاقة، خاصة القضايا الأمنية التي تبرز بشكل خاص.
وتعد القضايا الأمنية المصدر الرئيسي للتوتر في العلاقات الصينية الباكستانية، وقد أكد المحلل والكاتب والمحامي المهاجر الكندي أيدان سيماردون أيضاً أن القضايا الأمنية هي المصدر الرئيسي لتوتر العلاقات بين باكستان والصين.
وقال لصوت أمريكا: "إذا لم تحل باكستان قضية مقتل أكثر من عشرة مواطنين صينيين حتى الآن، فقد تتفاقم هذه المشكلة في عام 2025. المشاكل الأمنية في باكستان تؤثر على علاقاتها مع الصين."
وقد تسببت المشاكل الأمنية في تأخير مشروع "الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني"، حيث أثرت الهجمات في شمال غرب وجنوب غرب باكستان على التعاون بين الجانبين في المشاريع المتعلقة بالممر الاقتصادي.
ولم يحرز تقدم لسنوات في مشروع الممر الاقتصادي بين تركستان الشرقية وباكستان، وهو جزء مهم من مبادرة "الحزام والطريق" التجارية التي طرحها الرئيس الصيني شي جينبينغ. ويشير المحللون إلى أن المشروع سيظل متوقفاً حتى تقضي الحكومة الباكستانية على التهديدات الموجهة للعمال الصينيين العاملين في مشاريع البناء.
وقد ردت بكين بحزم على حوادث قتل العمال الصينيين في باكستان، حيث حذر المسؤولون الصينيون الكبار ومسؤولو الخارجية إسلام آباد مراراً من أن الصين ستوقف الاستثمارات الجديدة في باكستان إذا استمرت الهجمات على الموظفين والمسؤولين الصينيين. وإذا لم يتحسن الوضع الأمني، فقد يؤدي ذلك إلى ضغوط أكبر على باكستان في المستقبل.
وأفادت التقارير أن الصين عززت وجودها في أفغانستان، بما في ذلك بناء طريق في ممر واخان المتاخم لتركستان الشرقية.
وبعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان في عام 2021، أقامت الصين علاقات وثيقة مع طالبان ووقعت اتفاقيات تعدين في عدة مواقع.
وقد قامت الصين حالياً ببناء طريق ممر واخان الذي يربط تركستان الشرقية بولاية بدخشان الأفغانية. ويلعب هذا الممر دوراً مهماً ليس فقط في مراقبة والتحكم في المخاطر الإقليمية، بما في ذلك التهديدات من الحزب الإسلامي التركستاني الشرقي، ولكن أيضاً في نقل الموارد المعدنية الأفغانية إلى الصين عبر تركستان الشرقية.
إعداد: عرفان أوتكور