انتشرت في الأيام الأخيرة معلومات عن استعداد السلطات التايلاندية لترحيل الأويغور إلى الصين، حيث يواجه 48 من الأويغور المحتجزين في تايلاند منذ أكثر من 10 سنوات خطر الترحيل. وقد أثار هذا الخبر قلقاً شديداً في أوساط الأويغور في المهجر.
وقد ناشد أحد الأويغور المحتجزين في تايلاند المجتمع الدولي والأويغور في المهجر طلباً للمساعدة، حيث قال في رسالة صوتية:
"أنا واحد من 48 أويغورياً محتجزين في تايلاند. نحن محتجزون هنا منذ 12 عاماً. والآن، تستعد السلطات التايلاندية لتسليمنا إلى الصين بشكل عاجل. رغم أن وضعنا قد تم نشره في العديد من وسائل الإعلام الدولية، إلا أن الحكومة التايلاندية لم تتراجع عن نيتها في إعادتنا إلى الصين. لذا نأمل من إخواننا الأويغور المقيمين في الدول الحرة والمنظمات الأويغورية تنظيم مظاهرات احتجاجية أمام القنصليات التايلاندية للمطالبة بعدم تسليمنا إلى الصين وترحيلنا إلى دولة ثالثة. أنتم تعلمون أن الحكومة التايلاندية تنوي تسليمنا إلى الصين. لن يكون هناك فائدة من القلق والحسرة بعد تسليمنا إلى الصين. ربما تكون هذه كلماتنا الأخيرة إليكم."
وفي هذا الصدد، نشرت وكالة الأنباء المشتركة تقريراً في 11 يناير يفيد بأن الحكومة التايلاندية تستعد لترحيل الأويغور المحتجزين لديها منذ عشرات السنين إلى الصين. وقد أثار موقف الحكومة التايلاندية قلق عائلات الأويغور في المهجر، كما حذر نشطاء في دول مختلفة من أن هؤلاء الأشخاص سيتعرضون لخطر التعذيب والمعاملة السيئة بعد ترحيلهم إلى الصين.
وقد نظم عدد من الأويغور المقيمين في تركيا مظاهرة احتجاجية أمام القنصلية التايلاندية في إسطنبول يوم 14 يناير، حيث طالبوا الحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان بحماية الأويغور الـ 48 في تايلاند. وتم إصدار بيانات باللغات العربية والأويغورية والإنجليزية والتركية تشير إلى ضرورة إعادة هؤلاء الأويغور إلى تركيا، محذرين من أن الصين قد تفرض عليهم عقوبة الإعدام أو السجن المؤبد في حال تسليمهم.
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن المنظمات الإسلامية العاملة في بانكوك تتابع أوضاع الأويغور المحتجزين، وقد طالبت بوقف تسليمهم إلى الصين فور سماعها خبر نية الحكومة التايلاندية تسليم الـ 48 أويغوري.
كما عارض عضو البرلمان المسلم كاناوي سوبسيانغ في البرلمان فكرة تسليم الأويغور إلى الصين ودعا الحكومة إلى عدم ترحيلهم. وأكد مفوض حقوق الإنسان المسلم في تايلاند الدكتور سوشات تعاونه الوثيق مع المنظمات العامة في قضية الأويغور.
يُذكر أن السلطات التايلاندية لم ترد على الأسئلة المتعلقة بمخاوف الأويغور. ويصادف هذا العام الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتايلاند، وقد أشارت المنظمات العامة العاملة في تايلاند إلى احتمال أن تفكر الحكومة في إرضاء الصين بتسليم الأويغور بمناسبة هذه الذكرى، لكنها أشارت أيضاً إلى أن الحكومة التايلاندية قد لا تتمكن من تسليم الأويغور نظراً لاعتراضات المجتمع الدولي.
وأصدر اتحاد منظمات تركستان الشرقية الدولية بياناً في 14 يناير حول هذا الموضوع، مشيراً إلى انتشار أخبار مؤخراً عن احتمال ترحيل 48 أويغورياً محتجزين في السجون التايلاندية منذ أكثر من عشر سنوات إلى الصين، وأن الاتحاد على اتصال مع الأويغور في السجون التايلاندية وكذلك مع الجانب الحكومي التايلاندي.
وذكر البيان أن الاتحاد يتواصل مع المعنيين في تركيا وتايلاند ودول أخرى، ويتخذ خطوات مناسبة لمنع إعادة الأويغور إلى الصين، بما في ذلك السفر إلى أنقرة للقاء الهيئات المعنية بالشؤون الخارجية التركية والأحزاب السياسية وأعضاء البرلمان والمسؤولين المعنيين الآخرين، والسعي لوضع هذه القضية على جدول الأعمال.
إعداد: عرفان أوتكور