في السنوات الأخيرة، كثفت الصين جهودها لتعزيز خططها لفرض الهيمنة على تركستان الشرقية، بما في ذلك زيادة المشاريع الإنشائية في المنطقة. ومن بين هذه المشاريع نفق "انتصار تيانشان"، الذي يربط بين شمال وجنوب تركستان الشرقية، ويعد أطول نفق للطرق السريعة في العالم. بدأ استخدام النفق الأسبوع الماضي.
وفقًا لتقارير التلفزيون المركزي الصيني، يربط نفق "انتصار تيانشان" بين منطقتي أورومتشي ولوبنور عبر طريق سريع، ويعتبر نقطة استراتيجية في المشروع. بدأ بناء النفق في أبريل 2020 واستغرق نحو خمس سنوات، بمشاركة أكثر من ثلاثة آلاف عامل.
يبلغ طول النفق 22.13 كيلومترًا، مما يقلل زمن عبور جبال تيانشان التي تفصل بين شمال وجنوب تركستان الشرقية إلى 20 دقيقة فقط، بدلاً من ثلاث ساعات، مما يوفر حوالي ساعتين ونصف من وقت السفر.
ورغم تشجيع النظام الصيني على هجرة مواطنيه إلى تركستان الشرقية منذ بدء الاحتلال، إلا أن العقبات الجغرافية وصعوبات النقل حالت دون تحقيق النتائج المرجوة. وللتغلب على ذلك، كثفت الصين دعايتها وزادت من مشروعات البنية التحتية مثل إنشاء الطرق السريعة والمطارات، حيث يوجد حاليًا 27 مطارًا مدنيًا في المنطقة، منها مطاران من الفئة A1. وتخطط الصين لزيادة عدد المطارات إلى 37 مطارًا بحلول نهاية "الخطة الخمسية الرابعة عشرة"، بما في ذلك أكثر من 19 مطارًا من الفئة A1.
تهدف الصين من خلال هذه المشاريع إلى تعزيز سيطرتها على المنطقة تحت غطاء "التنمية وتحسين معيشة السكان". لكن الواقع يشير إلى أن الهدف الرئيسي هو تقليل نسبة السكان الأويغور من خلال الاعتقالات الجماعية والنقل القسري للشباب إلى مناطق أخرى، واستبدالهم بالمستوطنين الصينيين. كما تسعى الصين إلى توسيع النقل الجوي المباشر بين تركستان الشرقية والمناطق الصينية الأخرى، بالإضافة إلى ربط المنطقة بشبكات السكك الحديدية والطرق السريعة في الصين لنقل المستوطنين واستغلال ثروات المنطقة بشكل أكبر.