تصاعد التنافس الصيني الهندي في نيبال

أصبحت نيبال ساحة جديدة للتنافس بين الصين والهند، حيث تسعى كلتا الدولتين إلى توسيع نفوذهما في هذا البلد الواقع في قلب جبال الهيمالايا. في السنوات الأخيرة، بدأت الصين تظهر نفوذًا متزايدًا في نيبال من خلال استثمارات كبيرة في مجالات البنية التحتية، التجارة، والسياحة، مما أدى إلى تحولات كبيرة في العلاقات التقليدية التي كانت تميل نحو الهند.

منذ زلزال نيبال المدمر في عام 2015، زادت الصين من حجم استثماراتها في البلاد، مركزة على إعادة الإعمار الوطني وتعزيز العلاقات الاقتصادية. وتعد خطوة الصين لتعليم اللغة الصينية في نيبال واحدة من أبرز جهودها لتوسيع تأثيرها الثقافي، حيث تم إدخال اللغة في نحو 100 مدرسة عامة في العاصمة كاتماندو، مع ازدياد عدد النيباليين الذين يتعلمون اللغة ويذهبون للدراسة في الصين.

في خطوة استراتيجية أخرى، استثمرت شركة صينية 76 مليون يورو في تحديث مطار لومبيني، الذي تم افتتاحه رسميًا في مايو 2022. ومع ذلك، يواجه المطار تحديات تشغيلية نتيجة تدهور العلاقات بين الهند والصين، حيث منعت الهند الرحلات الجوية من عبور مجالها الجوي، مما قلل من حركة الطيران في المطار.

يشير المحللون السياسيون في نيبال إلى أن الموقع الجغرافي لنيبال قد حدد عدم قدرة البلاد على اختيار أحد الجانبين. ومع ذلك، فإن التدخلات الهندية في السياسة الداخلية لنيبال في الماضي قد وفرت للصين فرصة لتعزيز نفوذها.

من جهة أخرى، يواجه اللاجئون التبتيون في نيبال ضغوطًا متزايدة من الحكومة النيبالية، التي تعتمد بشكل متزايد على الاستثمارات الصينية، تتخذ إجراءات صارمة لمنع أي نشاط يرتبط بالدالاي لاما أو بالتبت، مثل الاحتفال بعيد ميلاده. اللاجئون التبتيون الذين يحاولون تنظيم مثل هذه الأنشطة يواجهون خطر الاعتقال والسجن من قبل السلطات النيبالية، التي تخشى من رد فعل الصين.

هذا الوضع يعكس مدى تأثير الصين على السياسات الداخلية لنيبال، حيث يبدو أن الحكومة النيبالية تتصرف بشكل يتماشى مع مصالح الصين، حتى لو كان ذلك يعني قمع حقوق اللاجئين التبتيين الذين لجأوا إلى نيبال بحثًا عن الأمان.

206 شخصًا قرأوا هذا الخبر!
30/08/2024
تعليقات
تعليق
0 هناك تعليقات.