قامت الولايات المتحدة بمراجعة سياستها المتعلقة بالأسلحة النووية لمواجهة التهديد المتزايد من الصين، مما أثار احتجاجًا من بكين التي اعتبرت هذه الخطوة ذريعة لتحقيق مصالح أمريكية خاصة.
وفقًا لمقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في 20 أغسطس، وافق الرئيس جو بايدن في مارس 2023 على مراجعة سرية لسياسة الأسلحة النووية الأمريكية. تكشف هذه المراجعة عن أن الصين زادت من استعداداتها العسكرية، وأشارت إلى أن التعاون النووي بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية يُعتبر تهديدًا خطيرًا. وقد أثار ذلك رد فعل فوري من الصين.
منذ الحرب الباردة، كانت استراتيجية الردع النووي الأمريكية موجهة بشكل رئيسي نحو روسيا. ولكن مع تزايد الاستعدادات العسكرية الصينية، أصبحت الولايات المتحدة تركز بشكل أكبر على الصين. وفي دليل الاستراتيجية النووية الأمريكية لعام 2000، لم يتم ذكر التعاون المحتمل بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية، وهو ما تم إدراجه في المراجعة الأخيرة.
تعتقد الصين أن استراتيجيتها النووية تعتمد على سياسة "الحد الأدنى من التهديد النووي"، والتي تهدف إلى ردع الخصم من خلال استخدام محدود للأسلحة النووية لضرب المراكز الحضرية الكبرى أو للرد على أي ضربة أولى. كما تؤكد الصين على أنها لا تؤيد الاستخدام الوقائي للأسلحة النووية ولا استخدامها ضد الدول غير الحائزة على الأسلحة النووية. حاليًا، تقدر الصين أنها تمتلك حوالي 200 رأس نووي، وهو نفس العدد تقريبًا الذي تمتلكه فرنسا. ومع ذلك، تشير صور الأقمار الصناعية من عام 2022 إلى أن الصين تقوم ببناء العديد من منصات إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ما قد يزيد من عدد الرؤوس الحربية النووية بشكل كبير.
بحلول أكتوبر 2023، قدرت وزارة الدفاع الأمريكية في تقريرها السنوي أن الصين قد تمتلك حوالي 500 رأس نووي قابل للاستخدام، ما يعني تضاعف قوتها النووية في ثلاث سنوات فقط.
وفي هذا السياق، ذكرت "نيويورك تايمز" أن الجزء الثاني من الخطة الاستراتيجية الأمريكية السرية يشدد على أن الترسانة النووية الصينية لا يمكن فصلها عن التعاون المحتمل بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية. وتؤكد الولايات المتحدة أن هذا التعاون النووي السريع التطور بين منافسيها يمثل تحديًا جديدًا، خاصة في ظل إمدادات الأسلحة التقليدية التي تقدمها كوريا الشمالية وإيران لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.