تأكد بالشهادات بأن السلطات الصينية تعيد إدانة من اعتقلوا قبل عام 2017 في تركستان الشرقية قبل انتهاء مدة محكوميتهم، وبهذه الطريقة تخطط لإبقاء الأشخاص الذين تعتبرهم تهديدًا للأمن القومي في السجن مدى الحياة. وفي سياق تحقيق مراسلنا، تبين أنه تمت إعادة معاقبة 36 شخصاً من قرية غازكول التابعة لمقاطعة ماكيت في كاشغر بتركستان الشرقية التي تحتلها الصين منذ 1949م وتسميها "شينجيانغ" خلال السنوات السبع الماضية.
وفقًا لشخص مطلع على الوضع خلال مقابلتنا الهاتفية، شعرت السلطات الصينية أن العقوبات المفروضة على من تم القبض عليهم قبل عام 2017 أصبحت "أخف" بعد أن حُكم على الغالبية العظمى من المعتقلين في الاعتقالات الجماعية عام 2017 بالسجن لأكثر من 10 سنوات. لذلك، بمجرد إطلاق سراح الذين أَنهوا عقوبتهم من السجن، تم القبض عليهم مرة أخرى وأعيدت محاكمتهم. فمن ناحية حاولت السلطات الصينية الحفاظ على التوازن في العقوبة. ومن ناحية أخرى، حاولت منع حدوث شيء ما على يد هؤلاء الذين خرجوا من السجن بعد أن رأوا الوضع المزري، خاصة بعد تلقيهم أخبار إخوانهم وأصدقائهم الذين حكم عليهم.
في سياق استفساراتنا حول إعادة معاقبة السجناء الأويغور من قبل السلطات الصينية، كشف ضابط شرطة في قرية غازكول بمقاطعة ماكيت أن لديه حاليًا أكثر من 20 قضية، بعضهم من السجناء السابقين الذين أكملوا عقوبتهم. وقال ضابط شرطة آخر تلقى مكالمتنا من مركز شرطة ماكيت بازار إنه تم إجراء محاكمة سرية ضد أكثر من 30 شخصًا هذا الأسبوع، وأن الشرطة لم تشارك في المحاكمة، فهناك نسبة معينة من بين الذين تمت محاكمتهم واعتقالهم من الذين أنهوا محكوميتهم. وقال ضابط شرطة في قرية غازكول إنه تمت إعادة معاقبة 36 شخصًا من قرية واحدة خاضعة لسلطته.
وقال أحد المطلعين على الوضع، إن إعادة معاقبة السجناء السابقين تتم بموجب أمر عاجل وصارم الصادر من هرم السلطة. وأكد ضابط شرطة ماكيت بازار أن محكمة مقاطعة ماكيت والمدعي العام لم يتدخلا في إعادة معاقبة السجناء السابقين، وأن القضايا تم التعامل معها من قبل محكمة منطقة كاشغر والمدعي العام.
قالت محللة إذاعتنا السيدة آسيه أويغور، في تعليقاتها السابقة المنشورة على إذاعتنا وفي ردها على النقاش حول إعادة معاقبة سجناء الأويغور على وسائل التواصل الاجتماعي، إن هذا ليس إجراءً جديدًا بالنسبة للصين، وأن السجناء السياسيين لديها تمت معاقبتهم بشكل متكرر منذ احتلال تركستان الشرقية، وأن عدد عمليات إعادة العقوبات فيها مرتفع حاليًا، ولهذا السبب جذبت انتباه المراقبين.
تم التأكد في مقابلاتنا السابقة أن الزعيم الديني الشهير كرم عبد الولي حكم عليه بالسجن 12 عاما في التسعينيات، وتم تمديد عقوبته 4 مرات بعد إعادة محاكمته والحكم عليه بأكثر من 20 عاما ومات في السجن.