واصلت السلطات الصينية الشيوعية مؤخرا بشكل مكثف سياسات القمع الديني، وتدمير وهدم المساجد، وحرق الكتب الدينية في بعض المناطق التي يعيش فيها مسلمو الهوي في الصين، التي تطبقها ضد المسلمين الأويغور في تركستان الشرقية. في هذا السياق، ومع حظر كلمة "الحلال" و الكتابات الإسلامية الموجودة في لافتات المطاعم الإسلامية ومنتجات البقالة، تحاول الصين تصيين الهياكل ذات الطراز الإسلامي.
تظهر الصور الجديدة التي شاركها الناشط المسلم هوي ماجون (马聚) على حسابه الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي أن سياسات الصين المناهضة للدين تستمر في عيد الأضحى، مع مداهمة المساجد ومصادرة الكتب الدينية.
مداهمة الشرطة الصينية لمسجد
وفقا للمعلومات، داهم نظام الحزب الشيوعي الصيني، صباح أمس، مسجدا في مدينة سانيا بمقاطعة هاينان.
في تسجيل فيديو مدته 24 ثانية حصل عليه طاقم تلفزيون الاستقلال -وكالة أنباء تركستان الشرقية-، صادرت الشرطة الصينية جميع الكتب الدينية في المسجد، فسأل مسلمو هوي الشرطة، "لماذا تأخذونها؟ هل يمكنكم أن تقولوا لنا ما هي المشكلة؟".
يزعم أن الشرطة الصينية قد جمعت جميع الكتب مدعية أنها تحتوي على العنف والإرهاب، ويعتقد السكان المحليون أن الحادث نتج عن عدم قدرة نظام الحزب الشيوعي الصيني على منع المسلمين من إحضار أطفالهم إلى صلاة العيد خلال عيد الأضحى قبل خمسة أيام، وأنه رد بهذه الطريقة.
منذ تاريخ الاحتلال، قامت الصين بقمع شعب تركستان الشرقية تحت ذرائع مختلفة. وفي السنوات الأخيرة، تم ما يسمى بـ "تعزيز وعي الأمة الصينية المشتركة"، و"التغذية على الثقافة الصينية"، و"تعميم لغة البلاد"، و"محاربة الإرهاب والنزعة الانفصالية العرقية"، و"تصيين الإسلام" و"تفسير القرآن الكريم وفق الاشتراكية"؛ من أجل ارتكاب الإبادة الجماعية وتحقيق التدمير الكامل لعقيدة شعب تركستان الشرقية وثقافتهم ولغتهم وتقاليدهم. خلال هذه العملية، تم اعتقال الملايين من الأويغور وغيرهم من الشعوب التركية في معسكرات الاعتقال والسجون تحت افتراءات مختلفة. وفي الوقت نفسه، يحاولون إخفاء جرائمهم من خلال إنفاق الكثير من الأموال واستغلال الدعاية الكاذبة.
تصيين الدين الإسلامي
ضمن نطاق "الخطة الخمسية -الثالث عشر-"، في إطار ما يسمى بسياسة "تكييف الدين الإسلامي مع الاشتراكية الصينية" التي تستهدف تركستان الشرقية، حظرت السلطات الصينية في عام 2018 جميع علامات ومظاهر الإسلام في تركستان الشرقية. ونتجية لذلك، تم تدمير أو تخريب 16 ألف مسجد بتركستان الشرقية. في وقت لاحق، بدأت الصين بتطبيق الاضطهاد نفسه على مسلمي الهوي في الصين. في البداية دمرت السلطات الصينية قباب ومآذن المساجد التابعة لمسلمي الهوي بحجة مناهضة التعريب أو تحويل المساجد إلى مبان ذو طابع صيني شيوعي، ثم انتقلت إلى هدم المساجد.
لا يمكن للشعب المسلم أن يفعل شيئا سوى إظهار المعارضة على سياسات الصين المعادية للإسلام والمسلمين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. ونتيجة لذلك، أعلنت السلطات الصينية الإغلاق المؤقت لبعض المساجد تحت ذرائع مختلفة لكسر مقاومة الشعب المسلم. وبما أن المعارضات التي قدمها المسلمون على وسائل التواصل الاجتماعي لم تجد الكثير من التفاعل، فقد بدأت السلطات الصينية الشيوعية في عمليات هدم جميع المساجد التي كانت قد أغلقت مؤقتا.
تأ كيد كل الاتهامات
من ناحية أخرى، في الأشهر الأخيرة، ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية أن الصين أغلقت أكثر من 1300 مسجد في مقاطعتي نينغشيا وقانسو منذ عام 2020 (وهو ما يعادل ثلث إجمالي عدد المساجد في المنطقة.) وحظرت الأنشطة الدينية، ونشرت تقريرا بأن المساجد استخدمت أو دمرت لأغراض أخرى تحت ستار "توحيد المساجد"، مما يؤكد جميع الاتهامات التي وجهها أبناء تركستان الشرقية.