للصين وجهين

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: «الضمير الإنساني لا يمكنه قبول الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة».

لماذا تقف السلطات الصينية إلى جانب فلسطين + حماس في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتعرب عن تعاطفها مع الفلسطينيين المسلمين العرب؟!

وفي الواقع يرتكب الصينيون الإبادة الجماعية ضد مسلمي الأويغور في تركستان الشرقية! حيث قتلوا الملايين من الناس واعتقلوا ملايين آخرين في المعسكرات والسجون ويقومون بتعذيبهم بالأعمال الجسدية القاسية ويمنعونهم من التواصل مع أهاليهم وأقاربهم في البلدان الأخرى، فكيف يقولون هذا الكلام دون أن يخجلوا وهم يرتكبون أبشع الجرائم التي لا يقبلها العقل والضمير الإنساني؟!

ما هو هدف الصين الذي تريد تحقيقه من خلال هذا؟!

بهذه الطريقة تحاول السلطات الصينية الماكرة، التغطية على الجرائم الشنيعة التي ارتكبتها منذ عام 1949 في تركستان الشرقية التي احتلتها بخبث، ولإخفاء طابعها الشرير والماكر والمنافق، لتسوق نفسها أمام العرب والمسلمين كدولة إنسانية من خلال التعاطف مع الفلسطينيين زوراً، وفصل مسلمي الأويغور عن المسلمين العرب، وهي في الحقيقة تهدف من وراء ذلك إلى استعطاف العالم العربي وسحب البلاط عن أمريكا والغرب وتقديم نفسها كبديل إنساني في المنطقة العربية، وكل تلك الحيل تأتي في سياق المحاولات البائسة لتوسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي في تلك المنطقة.

وإننا نحذر إخواننا المسلمين العرب بشدة من هذه الخطط الشريرة للصين ونوصيهم بعدم التعلق بهم والوثوق فيهم!

دمرت السلطات الصينية المستبدة أكثر من 16,000 مسجد في تركستان الشرقية، وأحرقت القرآن الكريم والحديث الشريف وكتب العلم الشرعي التي لا يحصى عددها، وحتى الكتب العربية بكل مجالاتها. كما منعت دراسة وتعليم اللغة العربية بشكل صارم، فأصبح الإسلام هناك جسداً لا روح فيه والمسلمون يُتَّماً بلا عاطفة دينية مُشبِّعة، فقط قامت الصين بترك بعض المساجد في المناطق السياحية لخداع العالم وذَرّ الرماد في العيون.

وفي الوقت نفسه نقول لإخواننا المسلمين وأخواتنا المسلمات العرب إن (الإبادة الجماعية التي تقوم بها السلطات الصينية الملحدة في تركستان الشرقية أسوأ بكثير من الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل في فلسطين، وفي كلٍّ شر) والله شاهد على ما قلنا، وهذا الكلام نفسه قاله الداعية المشهور الدكتور ذاكر نايك ومحمود الحسنات.

ونحن نذكر بقوة أن الصينيين من أسوأ أعداء الإسلام والمسلمين!

وهنا نضرب مثلاً: "إننا نرى في التلفاز ونقرأ في الأخبار أن بعض الناس في الغرب أسلم وأصبح مسلماً ولكن هل نجد أي أخبار أن واحداً من الصينيين قد أسلم أو أصبح مسلماً"؟!

مثالاً آخر: معركة طلاس.

إن شعوب العالم تشاهد الإبادة الجماعية الفظيعة في فلسطين، لقد أسمعوا وأظهروا للعالم أنهم يعانون من قمع رهيب، ولذلك فإن أصحاب الضمائر الحية في جميع أنحاء العالم يقاومون قمع إسرائيل بشتى الطرق، وكذلك الدول والأفراد الذين لديهم بعض الفرص يساعدون سكان فلسطين الأبرياء بطرق مختلفة، ولكن مع الأسف الشديد فإن الوضع عندنا في تركستان الشرقية يختلف كثيراً؛ فهي أشبه بسجن؛ لا يستطيع المسلم هناك حتى أن يُظهِر مظلوميته أو يتواصل مع الناس الآخرين خارج حدود تركستان الشرقية بسبب الرقابة الصارمة للسلطات الصينية، حتى العاملون في وسائل الإعلام الأجنبية لا يستطيعون بث الأخبار بسهولة ومصداقية تامة، يمكنهم فقط زيارة المواقع والأفراد المخطط لهم مسبقاً بزيارتها، ولا يستطيعون تجاوز تلك الأماكن، ولا يستطيع السكان أن يتكلموا بخلاف ما يوافق إرادة السلطات الصينية، فلا يمكنهم بث الوضع الحقيقي على الإطلاق. ومن قام من الصحفيين بمحاولة كشف بعض الأخبار الحقيقية يتم إبعاده وطرده من تركستان الشرقية وقد يُمنع منعاً باتاً من الدخول فيما بعد أو يقيد دخوله بتعهدات والتزامات ويكون تحت الرقابة الشديدة الدائمة.

في العام الماضي أخذوا فريق التحقيق الذي تم ابتعاثه من بعض الدول إلى تركستان الشرقية إلى أماكن أعدوها مسبقاً ونشروا أخباراً كاذبة لكنهم مع ذلك لم يتمكنوا من رسم أنفسهم في عيون العالم كما يريدون.

بعض أصدقائنا العرب يستغربون من كلامنا ولا يصدقون أن هذه الأمور وغيرها أشد منها يحصل داخل تركستان الشرقية المسلمة. في الحقيقة الوضع سيء للغاية.

نحن حينما نتكلم عن هذه المعاناة لا نقول لإخواننا العرب لا تقبلوا مساعدات الصينيين، ولا نطلب منهم أن يعلنوا الحرب على الصين، ولكن لا تدفعكم علاقاتكم مع الصين إلى الصمت عن جرائمها ضد إخوانكم من مسلمي الأويغور! فضلاً عن مساندتها والوقوف إلى جانبها سياسياً كما حصل من بعض الدول العربية التي وقفت إلى جانب الصين في الأمم المتحدة وصوتوا ضد مشروع أُممي يدين الصين بارتكاب إبادة جماعية في تركستان الشرقية! ولا أريد تسمية تلك الدول العربية فكلكم يعرفها!

لدينا مثل من الأجداد: "لا تهرب من فم الذئب وتقع في فم الثعلب"!

ونحن بهذا لا نقول إنه لا ينبغي للصين أن تقف إلى جانب العالم العربي الإسلامي، أو تساعدهم، ولكن لماذا تقوم الصين بمثل هذه المسرحيات والحيل الزائفة؟!

نعتقد أنه من الضروري أن نُذَكّر إخواننا العرب بالحذر من أن يكونوا مجرد كرة في ميدان السياسة العالمية؛ تركلها الأرجل يمنة ويسرة.

نحن ننأى بإخواننا العرب أن يكونوا مجرد رُكاب في قطار السياسة العالمية الذي يقوده المنتصر المتسلّط! بل نأمل أن يكونوا أحد أهم صانعي القرارات العالمية التي يستفيد منها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، وحينها كلنا سنكون سنداً لمن يقوم بذلك أينما كانت بقعته الجغرافية.

وفي الختام ندعو الصين أن لا تلجأ لأعمال الجبناء بزرع الفتنة والتفريق بين معاناة مسلمي الأويغور وإخوانهم العرب، فما يحصل في غزة وتدينه الصين هو نفسه ما يحصل في تركستان الشرقية من قِبل الصين!

كما نُذكر الظالمين بأن أعمال الطغاة لا تُنسى ولا تسقط بالتقادم، وسيأتي اليوم الذي يأخذ فيه المظلوم حقه من الظالم، وكثير من الأمم التي تم احتلال أراضيها ومعتقداتها وعاداتها لم تستسلم للطغيان، بل جاهدوا وقاتلوا وناظلوا بأموالهم وبأنفسهم في سبيل الاستقلال والحرية حتى جاء يوم التحرير وطرد المعتدين من أراضيهم وأخذوا حقوقهم من أيدي الطاغين.

وعلى الباغي تدور الدوائر!

 

Uygurhan

2024/5/1

260 شخصًا قرأوا هذا الخبر!
03/05/2024
تعليقات
تعليق
0 هناك تعليقات.