أصبحت المنافسة على السلطة بين الدول الكبرى أكثر حدة في القطب الجنوبي، وبدأت الصين وإيران وبعض الدول الأخرى في النظر في المطالبات الإقليمية في هذه المنطقة.
وفقًا للمقال التحليلي لشبكة الشؤون الخارجية في 18 مارس، فإن موقع القارة القطبية الجنوبية ليس مهمًا جدًا للتواصل العالمي فحسب، بل إنه غني أيضًا بالموارد مثل المعادن والنفط والغاز الطبيعي. إن القول بأنه لن يكون هناك صراع عسكري في القارة القطبية الجنوبية من شأنه أن يخلق شعوراً زائفاً بالأمان، ويتعين على صناع السياسات أن يدركوا مدى ضعف الوضع الحالي. ومن أجل السيطرة على المنافسة على الموارد، يتعين على كل دولة أن تعمل على تعزيز وجودها في القارة القطبية الجنوبية.
وأشار التحليل إلى أن روسيا والصين -وإيران أيضا-، يعملون على بسط سيطرتهم عليه والمطالبة بأجزاء منه مستقبلا.
ويعد وصول منافسة القوى العظمى إلى القطب الجنوبي انفصالا عن حقبة طويلة كانت فيها القارة مكانا للتعاون الدولي، وفق المجلة.
وتحظر معاهدة "أنتاركتيكا"، الموقعة سنة 1959 والتي دخلت حيز التنفيذ عام 1961، استخدام القطب لأغراض عسكرية وتدعم بدلا من ذلك التعاون العلمي.
وقد نجحت سلسلة من اتفاقيات لاحقة، أصبحت تعرف باسم نظام معاهدة "أنتاركتيكا"، في إبقائه موقعًا دوليًا محايدًا "لكن هذا الوضع يتعرض لمحاولات إطراء تغييرات أكثر من أي وقت مضى بسبب ما يحمله من مقدرات" وفق المجلة.
وقد استغلت بعض الدول الغموض في المعاهدة لفرض عقوبات. وقد انخرطت الصين وروسيا، على وجه الخصوص، في أنشطة تتداخل بين العمليات المدنية والعسكرية.
إن تواجد الصين وقدراتها في القطب الجنوبي، فضلاً عن الجمع بين البحث العلمي والأنشطة العسكرية، أدى إلى زيادة المخاطر الأمنية.
ويؤكد المقال على أنه يجب على الدول الغربية تحميل الصين مسؤولية هذه القضية، وتعزيز البحث في مجال الأبحاث القطبية، وتوسيع مجال التعاون، وحل التأثير البيئي للسفر في القطب الجنوبي. وذكر أيضًا أن الوضع الحالي في القارة القطبية الجنوبية خطير، ويجب على الأطراف المعنية أن تدرك الخطر المشترك المتمثل في نظام المعاهدات الفاشل بالفعل.