أمر غريب لكنه ليس أمراً جديداً أن يعيش جيل إسلامي واحد إبادتين جماعيتين في أقل من عشر سنوات.
الفرق بين ما يحدث في غزة وما حدث للإيغور، أن الإبادة الجماعية الحديثة التي تحدث ضد الإيغور جديدة نسبياً، فقد بدأت في عام 2014، وتم افتتاح المعسكرات في عام 2017. في الصين السرية التي لا تسمح بطباعة القصص الإخبارية ولا بالكاميرات في المعسكرات. وحتى عندما تعترض الحكومات الأخرى على الإبادة الجماعية، فإنها نادراً ما تصدر الأخبار أو تبقى في الضمير العام لفترة طويلة.
بينما تتجلى المشاكل الفلسطينية الإسرائيلية في وسط العالم الإسلامي وفي نشرات الأخبار التلفزيونية وفي الصحف المطبوعة على مستوى العالم وفي التطبيقات الاجتماعية.
بالنسبة للعالم العربي، الصراع العربي الإسرائيلي يرقى إلى الأمر الشخصي، حيث إن هناك العديد من أفراد عائلات ومعارف سقطوا ضحايا في القتال ضد إسرائيل في الحروب العديدة التي يعود تاريخها إلى ما يقرب من 70 عاماً.
بينما يتم التعامل مع الإيغور على أنهم حالة مختلفة عن الفلسطينيين لسببين.
أولاً، تحاول الصين استيعاب شعب الإيغور في الصين بشكل كامل، وليس طردهم من الصين.
إسرائيل لا تحاول استيعاب الفلسطينيين بل تسعى إلى تهجيرهم من أراضيهم.
إن الظروف في شينجيانغ لا يمكن مقارنتها حقاً بغزة، حيث لا يمكن رؤية أي صواريخ تنهمر، ولا يتعطش الناس للحصول على الماء، والصينيون لن يفعلوا ذلك لأن من شأنه أن يعوق الاستيعاب المقصود.
إن إسرائيل تضرب غزة بالفعل (وهذا ما فعلته منذ عقود) لأنها في مخططها، لا يتعين عليها أن تفكر في الكيفية التي قد يعيش بها الإسرائيليون مع سكان غزة في وقت لاحق للقصف.
السبب الثاني سنفرده في مقال الأسبوع القادم إن شاء الله.
08 نوفمبر 2023
https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2147693